خطة إخوانية محكمة لنسف اتفاق الرياض
رأي المشهد العربي
تمضي الشرعية الإخوانية في طريقها الساعي إلى نسف اتفاق الرياض وإفشال جهود التحالف العربي التي استمرت على مدار أشهر طويلة وصولا للتوقيع عليه وتنفيذ جزء من بنوده على الأرض، في محاولة لخدمة أطراف إقليمية معادية تسعى لتوزيع الشمال والجنوب على الحوثي والإخوان، إلى جانب تنفيذ مخططاتها المعادية للجنوب وقضيته.
برهن القرار الذي سربته عناصر إخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إقالة اللواء فضل محمد عبدالله باعش، قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظات عدن وأبين ولحج والضالع، على أن هناك خطة إخوانية محكمة لإفشال الاتفاق والانقضاض عليه، وذلك من خلال إثارة الفوضى الأمنية وتكبيل يد الجنوب في التعامل مع التهديدات المتصاعدة التي تمارسها مليشيات الإخوان في الجنوب.
خطة الإخوان المحكمة بدأت منذ أن أصدر الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي قراراته القضائية المفردة بعد أيام قليلة من تشكيل حكومة المناصفة، واستهدفت هذه القرارات في ذلك التوقيت التأكيد على أن الشرعية الإخوانية لن تلتزم ببنود اتفاق الرياض حتى وإن كانت هناك حكومة جديدة كان من المفترض أن تبدأ أعمالها على الأرض في ذلك، وهو ما عدَ مقدمة لتجميد عمل الحكومة وبدا أن ذلك مقصود ضمن الخطة التي استهدفت نسف اتفاق الرياض.
تضمنت الخطة أيضا محاولات اختراق الجنوب عسكريا عبر الزج بعناصر تنظيم القاعدة إلى شبوة، مع إفساح المجال بمحافظة حضروت نحو وصول الهاربين من جبهات مأرب إلى حضرموت، ومحاولات السيطرة الكاملة على المحافظة، إلى جانب تصعيد الاشتباكات العسكرية على حدود محافظة أبين وفي المناطق التي كانت مليشيات الشرعية قد انسحبت منها بحسب ما نص عليه اتفاق الرياض، وجميعها خطوات صبت في صالح اتجاه حصار العاصمة عدن ومحاولة الوصول إليها مجددا.
وكذلك فإن الخطة تضمنت أيضا تصعيد حروب الخدمات ضد شعب الجنوب، ما انعكس على زيادة وتيرة انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة في غالبية محافظات الجنوب، إلى جانب استمرار عمليات تهريب النفط من شبوة إلى أطراف معادية للجنوب، وتسبب ذلك في خروج عدد من محطات الكهرباء عن الخدمة بسبب عدم إمدادها بالوقود اللازم لتشغيلها، وذلك من أجل شغل أبناء الجنوب عن قضيتهم الأساسية وتهيئة البيئة الخصبة لنشر الفوضى.
هدفت الخطة الإخوانية لتجميد باقي مسارات اتفاق الرياض وبعثرة أوراقه مجددا وهو ما تحقق لها حتى الآن، لكنها في المقابل واجهت صمودا جنوبيا عسكريا على الجبهات المختلفة بعد أن أفشلت القوات المسلحة الجنوبية محاولات اختراق أبين وأرغمتها على التراجع مجددا، هذا بالإضافة إلى صمود آخر سياسي تمثل في تحركات الانتقالي على المستوى الإقليمي والدولي عبر اللقاءات المتعددة والمهمة التي عقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال الشهر الجاري.