إب والقبضة الحوثية.. بين ارتكاب الانتهاك وتغييب سُلطة العقاب
يومًا بعد يوم، تتفاقم الفوضى الأمنية والمعيشية التي تضرب المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
الفوضى المصنوعة حوثيًّا تقوم من جانب على التوسُّع في ممارسة أكبر قدر ممكن من صنوف الجرائم والاعتداءات الغاشمة ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل، وفي الوقت نفسه يتم العمل على إفساح المجال أمام سياسة تغييب المحاسبة على هذه الجرائم.
هذا الأمر تجلّى بشكل واضح فيما تعرّض له الشاب عصام نديم حويرث وشقيقه اللذان أنقذتهما العناية الإلهية من الموت، على يد أحد عصابات مدينة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وخضع الضحية لعملية جراحية ولا زال في العناية المركزة بمستشفى الثورة، بينما تتحفظ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على الجناة دون إحالتهم إلى النيابة.
وطالبت أسرة المجني عليهما مدير شرطة القسم الشمالي، بإحالة الجناة إلى المحاكمة، محذرة من محاولات إطلاق سراح الجناة.
محافظة إب أصبحت مرتعًا لتفاقم الجرائم الفوضى الأمنية على صعيد واسع، وهو ما يمثّل استهدافًا لحياة السكان، وذلك في إطار مساعي المليشيات الحوثية لإحكام قبضتهم الغاشمة على هذه المناطق.
المليشيات الحوثية وهي تتمادى في ارتكاب هذه الجرائم الغادرة، فهي تعمل في الوقت نفسه على تغييب سلطة القانون بشكل كامل، حيث لا تتم محاسبة أي عنصر إجرامي على ما يتم ارتكابه من اعتداءات.
ما يرتكبه الحوثيون على الأرض يُعبِّر عن مساعي المليشيات لإغراق المناطق الخاضعة لسيطرتها بين براثن فوضى أمنية واسعة النطاق، تتيح له التمادي في ارتكاب جرائم النهب والسطو والاختلاس.
يرتبط هذا الأمر بأنّ تكوين الثروات المالية يعتبر أحد الأهداف التي وضعها الحوثيون على أجندتهم الخبيثة وبات شغلهم الشاغل هو العمل على مضاعفة ما يمتلكونه من أموال.
ولا يبدو أنّ المليشيات الحوثية قد تتراجع عن هذه السياسة الغاشمة، ما يعني أنّ السكان بانتظارهم المزيد من الأعباء التي تصنعها القبضة الحوثية على مناطقهم، وهو ما يستلزم ضرورة العمل على إزاحة هذا النفوذ بشكل كامل.