أزمات الوقود الحوثية.. كيف أظهرت وجه المليشيات الخبيث؟

الخميس 6 مايو 2021 18:47:34
أزمات الوقود الحوثية.. كيف أظهرت وجه المليشيات "الخبيث"؟

يبدو أنّ "سلاح النفط" أصبح سبيلًا لدى المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من أجل التمادي في صناعة الأعباء التي تحاصر السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.

المليشيات الحوثية التي كانت قد سمحت مؤخرًا لمحطات الوقود الرسمية ببيع المشتقات النفطية بأسعار السوق السوداء، لكنّها حصرت قرارها على بعض التجار فقط، بينما ترفض السماح للجميع بالبيع.

هذه الخطوة الحوثية تستهدف ضمان تحكم المليشيات في السوق والحرص على استمرار البيع بأسعار مرتفعة للحصول على أكبر قدر من الإيرادات من هذه التجارة السوداء التي تنهب أموال السكان في مناطق سيطرة المليشيات.

"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنَّ مليشيا الحوثي تحتجز عشرات القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية على المدخل الشرقي لمدينة صنعاء.

وتواصل المليشيات، الحصار النفطي على صنعاء لضمان استمرار حالة الاختناق وارتفاع الأسعار التي يعني إيرادات كبيرة لها، بالإضافة إلى الاستمرار بالمزايدة الإعلامية والإنسانية بهذه المأساة للتهرب من استحقاقات السلام.

وأشار المصدر إلى أنّ السماح لجميع أصحاب المحطات بالعمل سيخلق منافسة ويؤدي إلى انخفاض الأسعار، غير أن المليشيا المدعومة من إيران تتفنن في إيذاء المواطنين والتضييق عليهم، وترفض دخول تلك القاطرات التي تتكدس على مداخل صنعاء.

وكانت المليشيات الإرهابية، بموجب توجيهات من القيادي الحوثي المدعو مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، فتحت بعض محطات البترول الرسمية للبيع بمبلغ 11 ألف ريال لصفيحة البنزين سعة 20 لترا.

هذه الخطوة مثلت لعبًا مكشوفًا من قبل المليشيا التي أصبحت تدير السوق السوداء بشكل علني بعد أن كانت تديره بشكل خفي.

تكشف كل هذه التطورات مدى التحركات الحوثية التي ترمي إلى إثقال كاهل السكان بالكثير من الأعباء التي لا تُطاق على الإطلاق، بما يؤدي إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.

ودأبت المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية، على إثارة أزمات مرعبة في القطاع النفطي بما يمثّل استهدافًا خبيثًا ومروّعًا لحياة السكان على صعيد واسع.

وتمكّنت المليشيات الحوثية من فرض سيطرة مُحكمة على آليات سوق النفط وآليات استيراد المشتقات النفطية، مع سحب كميات الديزل والبترول إلى جانب الغاز المنزلي من المحطات الرسمية.

المرعب أنّ إقدام الحوثيين على إشهار هذا السلاح الغاشم مرتبط بتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير، لا سيّما فيما يخص الارتفاع الضخم في أسعار المواد الأساسية والغذائية وأجور النقل والمواصلات.

يكشف هذا الإجرام الحوثي مدى إصرار المليشيات على إثارة أزمات إنسانية مرعبة تفاقم من الأعباء على السكان بشكل كبير، على نحوٍ قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.