النزوح السياسي.. سلاح الشرعية البديل في الحرب ضد الجنوب
لم تفلح الشرعية الإخوانية في تحقيق أي انتصار عسكري يذكر في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية حتى مع استعانتها بعناصر تنظيمي القاعدة وداعش، واضطرت مرغمة إلى سحب قواتها من محافظة أبين بعد أن استمرت في تصعيدها العسكري لأكثر من عام دون أن تحقق نتائج إيجابية على الأرض ووجدت نفسها مضطرة لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، الأمر الذي جعلها تبحث عن وسائل أخرى للحرب ضد الجنوب.
لجأت الشرعية الإخوانية على مدار العامين الماضيين إلى شن حروب الخدمات على نحو متصاعد في محاولة لتكبيل يد الجنوب وإنهاك المواطنين في مشاكلهم اليومية، غير أن المجلس الانتقالي الجنوبي تعامل مع هذا المخطط بنجاح بعد أن توصل إلى أكبر قدر ممكن من المتضررين وحاول أن يستمع إلى مشكلاتهم وشكاواهم والعمل على حلها قدر الإمكان ووفقا للإمكانيات المتاحة لديه، وهو بمثابة انتصار جديد وإن كان بطريقة غير مباشرة على الشرعية الإخوانية.
وجدت الشرعية في عمليات "النزوح السياسي" بديلا مناسبا بعد أن فشلت عسكريا وخدميا وسياسيا أيضا، وجدت في استخدام هذا السلاح أكثر من فائدة بالنسبة إليها، إذ أن عمليات النزوح تتم من المحافظات التي تسلمها للمليشيات الحوثية وفقا لعمليات التسليم والتسلم المتفق عليها بينهما، وبالتالي فهي من ناحية تنفذ تعهداتها للمليشيات الحوثية، وفي المقابل فإنها تعول على إحداث اختراق ديموغرافي للجنوب بعد أن وجدت نفسها محاصرة في ظل الرفض الشعبي الجارف لوجود عناصرها في المحافظات الجنوبية.
يرى مراقبون أن الشرعية تتخفى وراء هذا السلاح لتحقيق مآربها في الجنوب وتحاول تصوير الأمر على أنه ذو أبعاد إنسانية فقط، وهو ما يخالف الحقيقة إذ أنها توظف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي وضعت فيها الآلاف من الأبرياء لتحقيق أهدافها السياسية سواء كان ذلك لتمرير مخطط تسليم مأرب للمليشيات الحوثية أو من خلال محاولاتها الحثيثة لإثارة الفوضى في الجنوب واستمرار ممارساتها الاحتلالية بحق أبنائه والسيطرة على مقدراته.
يتعامل المجلس الانتقالي بحنكة مع هذا المخطط التخريبي إذ كشف نوايا الشرعية الخبيثة ويناقش أولا بأول أوضاع المحافظات التي وصل إليها هؤلاء الذين ينحدر أغلبهم من محافظة مأرب إلى حضرموت.
واطلعت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها اليوم الاثنين، على تقرير الدائرة الاقتصادية، وانعكاسات أزمة النزوح المتواصل إلى العاصمة عدن ومحافطات الجنوب، وأشارت أمانة المجلس إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والخدمية والمعيشية والإنسانية، جراء تواصل موجات النزوح.
فيما حذر وضاح بن عطية عضو الجمعية الوطنية، من تعرض الجنوب إلى خطر ديمغرافي يهدده، مشددا على أن هناك مخططا لإخراج العسكريين من العاصمة عدن وإدخال آلاف النازحين، وقال في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم إن هناك: "خطرا ديمغرافيا يهدد الجنوب".
وأضاف: "النازحون ليسوا بنازحين ولو كانوا كذلك فأين يختفون في الأعياد وفي رمضان؟! لماذا يعودون إلى مناطقهم إذا كانوا نازحين؟! نحن أمام مخطط خطير وهو إخراج معسكرات الجيش من عدن وإدخال عشرات الآلاف من النازحين الجدد!"