قارب الأسلحة المهرَّب.. إيران التي تشعل لهيب الحرب الحوثية
دليل جديد صدر عن المجتمع الدولي يُوثِّق حجم الدعم الذي تُقدّمه إيران للمليشيات الحوثية الإرهابية، بما يؤدي بشكل مباشر إلى إطالة أمد الحرب، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي ضرورة لعب دور حاسم وحازم في هذا الإطار.
الحديث عما صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التي كشفت عن أنّ قاربًا محملًا بالأسلحة المهربة لمليشيا الحوثي الإرهابية، خرج من ميناء إيراني.
وقال "البنتاجون" إنّ شحنة الأسلحة المضبوطة على متن القارب الشراعي قبل يومين، في بحر العرب، الرابعة منذ العام 2019.
وأشارت الوزارة الأمريكية إلى مضاعفة جهودها لوقف تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
يوثّق هذا البيان الأمريكي حجم الدور الذي تلعبه إيران في تحريك بوصلة الإرهاب الحوثي، وهو أمرٌ يتم من خلال دعم المليشيات بالكثير من الأسلحة بما يُمكّن هذا الفصيل الإرهابي من إطالة أمد الحرب وبالتالي زعزعة أمن واستقرار المنطقة بشكل كبير.
وهناك الكثير من الأدلة التي فضحت ووثّقت ما تقدّمه إيران من دعم مسلح كبير للمليشيات الحوثية الإرهابية بما يفرض الكثير من التعقيدات على الأرض.
فقبل أيام، أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج أنّ دعم إيران للحوثيين كبير جدا وفتاك، وقال في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي: "إيران تدعم الحوثيين بطرق عديدة، منها من خلال التدريب وتزويدهم بدعم فتاك ومساعدتهم على صقل برامجهم للطائرات المسيرة والصواريخ".
وأضاف: "للأسف، كل هذا يحدث آثارا قوية للغاية حيث نرى المزيد والمزيد من الهجمات على المملكة العربية السعودية، وربما دول أخرى، أكثر دقة وأشد فتكا. ولذا، فإن هذا مبعث قلق شديد بالنسبة لنا".
وفي وقتٍ سابق أيضًا، أكَّد تقريرٌ أعدّه خبراء الأمم المتحدة وعرض على مجلس الأمن، أن جهات وكيانات إيرانية متورطة بإرسال أسلحة إلى مليشيات الحوثي في اليمن.
وبيّن في تقرير للخبراء المستقلين المراقبين لنظام العقوبات الخاصة باليمن، أنَّ "هناك كمية متزايدة من الأدلة التي تثبت أن أفرادا أو كيانات من داخل إيران متورطون في إرسال أسلحة ومكوناتها إلى الحوثيين".
كما عرضت وزارة الدفاع الأمريكية صورًا لأسلحة وصواريخ إيرانية، دعمَّت بها طهران مليشياتها الإرهابية لنشر الفوضى في اليمن.
وبيّنت هذه الصور عددًا من الأنظمة الإيرانية والأسلحة المتنوعة التي كانت بأيدي الحوثيين، وتثبت انتهاك إيران السافر لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231.
الأمر لا يقتصر على أدلة يُفتضح أمرها فيما يخص الدعم الإيراني المقدم للحوثيين، لكن المليشيات تخلّت مؤخرًا عن فرض سياج من السرية على هذا الدعم المسلح.
فمؤخرًا، اعترف القيادي في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني رستم قاسمي، بتسليح مليشيا الحوثي الإرهابية، وقال إنَّ "ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة بفضل مساعداتنا"، متحدثًا عن انتشار ضباط إيرانيين مع المليشيات الحوثية في اليمن، وتدريب عناصرها.
فضلًا عن ذلك، فإنّ المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي كان قد أكّد في وقت سابق، أنّه تم وضع التقنيات الدفاعية لإنتاج الصواريخ والمسيرات تحت تصرف اليمنيين"، في إشارة إلى الحوثيين، حلفاء طهران.
يُشير هذا الذي يحدث على الأرض، إلى أنّ هناك إصرارًا واضحًا من قِبل إيران على استخدام الذراع الحوثية في إطالة أمد الحرب وبالتالي إحداث أكبر قدر من ضرب الاستقرار المنطقة بشكل كامل، وهو ما يخدم المصالح الإيرانية بشكل كبير.
هذا الواقع يفرض مزيدًا من التحديات على المجتمع الدولي الذي بات مطالبًا بالانتقال من مرحلة التوثيق وتوجيه الاتهامات إلى العمل على اتخاذ ما يلزم من إجراءات وتحركات تفرض تقويضًا شاملًا لما يمارسه الحوثيون من عبث حاد في هذا الإطار.
حتمية لعب هذا الدور تعود إلى أنّ الحرب الحوثية التي تشعل إيران وقودها خلّفت أزمة إنسانية شديدة البشاعة، باتت مُصنفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، وهو ما يستدعي ضرورة التدخل العاجل من أجل مواجهة هذه الأعباء.