مليشيات الإخوان تُغرق تعز في فوضى خدمية وأمنية عارمة
تُصر مليشيات الإخوان الإرهابية على إغراق محافظة تعز في فوضى خدمية وأمنية عارمة بفعل شكوكها المتصاعدة من عدم قدرتها على إحكام سيطرتها على المحافظة التي تتقاسم احتلالها مع المليشيات الحوثية الإرهابية، الأمر الذي انعكس على حياة المواطنين التي تحولت إلى جحيم بفعل جرائمها اليومية بحقهم.
تعاني محافظة تعز من أزمات معيشية تصاعدت بشدة خلال الفترة الماضية، بعد أن عمدت مليشيات الإخوان إلى تحويل الخدمات الحكومية إلى أجهزة خاصة بها تطوعها كيفما تشاء للاستفادة من عوائدها، وهو ما تسبب في تخريب غالبية المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الكهرباء والمياه، كما أنها حولت الهيئات الصحية والمستشفيات إلى ثكنات عسكرية ولم يجد أبناء المحافظة التي يمثلون العدد الأكبر من إصابات فيروس كورونا أماكن للرعاية والعلاج.
بالتوازي مع ذلك تقدم مليشيات الإخوان بشكل يومي على عمليات الاعتقال والاختطاف للمعارضين، واكتظت سجونها السرية بالأبرياء الذين يعانون أوضاعا متردية في ظل الإهمال المتعمد لهم، هذا إلى جانب عمليات القتل والاستهداف التي لا تتوقف، إلى الدرجة التي تحولت فيها المحافظة التي كانت درة الثقاقة إلى مرتع للتنظيمات الإرهابية والعصابات التي تعمل تحت لواء مليشيات الإخوان.
تتبنى المليشيات الإرهابية سياسة الترهيب ضد أبناء المحافظة سواء كان ذلك عبر تخريب الخدمات العامة أو عبر الفوضى الأمنية التي تدفع نحوها وتقضي أمامها على الأخضر واليابس ولا تفرق بين المجرمين الذين يستحقون العقاب وبين الأبرياء الذين يخضعون لجرائمها، وهي سياسة عامة تنتهجها الشرعية الإخوانية بوجه عام بحثاً علن تأمين نفوذها.
يرى مراقبون أن محافظة تعز تحولت إلى بؤرة إرهابية يصعب التعامل معها حيث تتداخل فيها خيوط المليشيات المختلفة المتواجدة فيها، وهو ما يتطلب أولا تفكيك التحالف بين الحوثي والإخواني الذي سمح بتواجد الطرفين معا في محافظة واحدة ويمارسان جرائمها ضد الأبرياء.
وتواصل مليشيا الإخوان الإرهابية بمحافظة تعز، اعتقال المواطن مختار الخطيب، للأسبوع الثاني على التوالي، وقالت مصادر حقوقية لـ"المشهد العربي"، إن الخطيب الذي يقبع في أحد المعتقلات غير القانونية التابعة للواء 35 مدرع، بأوامر قائد اللواء الإخواني عبدالرحمن الشمساني، تعرض للتعذيب الجسدي بشتى الأنواع.
وكانت قوة تابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية بمنطقة الحجرية في محافظة تعز، قد اختطفت الخطيب الأسبوع الماضي؛ بسبب قيامه بنشر منشور في صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ينتقد فيه إقدام المليشيات على عسكرة مدرسة ومستوصف قرية القابلة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتلاعب فيه شركات الطاقة التجارية، بأسعار بيع الكهرباء إلى سكان محافظة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيات الشرعية الإخوانية، وتفرض الشركات التي تملكها قيادات في الشرعية الإخوانية، تكاليف باهظة على الاستهلاك المنزلي والتجاري.
وتحدد الشركات، بحسب تصريحات مشتركين لـ "المشهد العربي" سعر الكيلووات الواحد من الكهرباء بين 450 و500 ريال، وألفي ريال كرسوم شهرية إجبارية، بخلاف تكاليف ربط العداد بواقع 40 ألف ريال.
واتهموا قيادات الشرعية الإخوانية بالتربح من معاناة السكان في المحافظة، بفرض أسعار مبالغ فيها، على الرغم من استغلال الشركات الخاصة الشبكات والمولدات العامة في مشاريعهم الخاصة.
وحملوا الشرعية الإخوانية المسؤولية عن تحويل قطاع الكهرباء الحكومي إلى قطاع خاص، وتركه لقيادات التنظيم الإخواني الإرهابي كوسيلة للثراء السريع، دون رقابة، ودعوا أبناء المحافظة إلى الانتفاض على الممارسات الاحتكارية لمواجهة متاجرة الشرعية الإخوانية.
فرضت عناصر مليشيات الشرعية الإخوانية، إتاوات لحسابها الخاص على زوار قلعة القاهرة في محافظة تعز، خلال إجازة عيد الفطر، وتلقت هيئة الآثار والمتاحف شكاوي من الزوار، دفعتها إلى إيفاد مندوب للتحقيق في المخالفات، حيث اعتدت عناصر مليشيات الشرعية الإخوانية، عليه، وأصابته بخدوش وكدمات كما مزقت ثيابه قبل حبسه في زنزانة القلعة.
وأفرجت عناصر المليشيات الإخوانية عن المندوب بعد ساعتين، ونُقِلَ إلى مستشفى الثورة لتلقي العلاج، وتوعدت الهيئة باتخاذ الإجراءات القانونية للرد على اعتداء عناصر مليشيات الشرعية الإخوانية لحماية موظفيها وتحصيل الموارد المالية.