تجميد حكومة المناصفة.. سلاح الشرعية لإثارة الفوضى بالجنوب
على مدار أكثر من خمسة أشهر لم تطلع حكومة المناصفة بأدوارها منذ الإعلان عن تشكيلها بفعل ممارسات الشرعية الإخوانية التي اختارت تجميد أعمالها كأحد الأسلحة التي تشهرها في وجه الجنوب لإثارة فوضى خدمية وأمنية في المحافظات والمديريات الجنوبية، قبل أن تدفعها لمغادرة العاصمة عدن حتى يكون هناك مبرر تسوقه أمام الرأي العام المحلي لعرقلة أدوارها.
ليس هناك مبرر يمكن القبول به لتجميد حكومة المناصفة بالرغم من أن الجنوب استقبل الحكومة وهيأ لها الظروف المواتية لتأدية أعمالها من العاصمة عدن، غير أن المستغرب أن وزراءها المحسوبين على الشرعية الإخوانية ظلوا طيلة أربعة أشهر في مكاتبهم من دون أن يطلعوا بأوضاع الخدمات العامة، وهو ما تسبب في كارثة على مستوى الخدمات وتردت الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق في غضون أشهر قليلة.
يبدو واضحاَ أن الشرعية الإخوانية استخدمت حكومة المناصفة كسلاح في وجه الجنوب بدلا من أن تلعب دورا مساهما في استكمال باقي بنود اتفاق الرياض، وأضحى الجميع مدركا أن موقف حزب الإصلاح الرافض للاتفاق ظل مهيمنا على الحكومة التي فرت هاربة من موقع مسؤوليتها تنفيذا لرغبة إخوانية تستهدف تخريب الاتفاق وبعثرة أوراقه، لتحقيق هدف أساسي يتمثل في استمرار الصراع أطول فترة ممكنة والتهرب من مجابهة المليشيات الحوثية.
يرى مراقبون أن هروب حكومة المناصفة بمثابة سلاح يجري إشهاره أيضا في وجه التحالف العربي الذي قام بدور فاعل في التوقيع على اتفاق الرياض وتنفيذ شقه السياسي وجزء من شقه العسكري، ما يبرهن على أن هناك دوافع إقليمية مازالت تحرك الشرعية الإخوانية لتهديد الأمن القومي العربي.
وفي وجهة نظر هؤلاء فإن حكومة المناصفة يجري توظيفها لتسهيل عملية احتلال الجنوب من جانب قوى الشمال وعرقلة جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في استعادة دولته من خلال تخريب الخدمات العامة وإدخال الجنوب في حالة من الفوضى على المستوى الخدمي إلى جانب التصعيد العسكري الذي تشنه بشكل متزامن مليشيات الشرعية ونظريتها الحوثية على أبين والضالع.
وردا على كل هذه المؤامرات بحثت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس، ملف تدهور الخدمات في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب.
وناقش الاجتماع، بمشاركة محافظ العاصمة عدن، ووزراء المجلس في حكومة المناصفة، أزمة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، كما استعرضت البدائل لحل الإشكاليات، وركزت المباحثات خلال الاجتماع، على التخفيف من أزمة الطاقة الكهربائية، استنادًا إلى توصيات اللجنة الاقتصادية العُليا في المجلس.
وحذرت هيئة رئاسة المجلس، من تباطؤ عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن، مؤكدة أن عدم التزامها بوعودها يعد خرقًا وتجاوزًا صارخًا لاتفاق الرياض، ورفضت تحايل الحكومة على التزاماتها، مؤكدة أن موقفها يضع المجلس الانتقالي الجنوبي أمام مسؤولياته الوطنية تجاه شعب الجنوب للعمل على تلبية الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين.
وشددت على أن جميع الخيارات مفتوحة أمام المجلس وشعب الجنوب، معبرة عن تقديرها جهود الرئيس عيدروس الزُبيدي في مجابهة الأزمات المعيشية في الجنوب، وثمنت صمود أبطال القوات المسلحة الجنوبية دفاعًا عن الجنوب في الجبهات ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والعابثين بأمن الجنوب من مليشيات الشرعية الإخوانية.
ودعت لتكثيف التحركات السياسية على الصعيد الخارجي لمعالجة الوضع الإنساني وإنهاء الحرب، والاستجابة إلى مطلب شعب الجنوب وتلبية إرادته.
وقبل أيام، قال الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إن المجلس يستشعر معاناة شعب الجنوب وآلامه، مشددًا على الوقوف إلى جانب المواطنين، وتبنى مطالبهم، لافتا إلى أن المجلس لن يقبل الوقوف متفرجًا على معاناة شعب الجنوب، مؤكدا أن له موقفا حازما لضمان حياة كريمة للشعب.
وتعهد بمواصلة المجلس وقوفه إلى جانب شعب الجنوبي الأبي، داعيًا الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، إلى الاضطلاع بمهامها، وتسخير الإمكانيات لتخفيف المعاناة عن الجنوبيين.