إسرائيل الديمقراطية
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
كل الدول الغربية الأوروبية منها والأمريكية ومعها أستراليا وحتى روسيا مع بعض الدول الأتباع، لا تتحدث عن الشرق الأوسط إلا وتقدم دولة إسرائيل الصهيونية على إنها الدولة الديمقراطية الوحيدة، ذات المستوى الحضاري الاستثنائي في المنطقة، وعندما ترتكب مجزرة في حق الفلسطينيين ويكون من بين الضحايا أطفالٌ ونساءٌ وعجزةٌ وكلهم مدنيون لا يكف الإعلام الغربي وقبله قادة الدول "الديمفراطية- وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية" عن التبجح عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وكأن الفلسطينيين هم من يبني المستوطنات على الأراضي التي تعود ملكيتها للصهاينة، أو كأنهم(الفلسطينيين) هم من يهدم بيوت الصهاينة فوق ساكنها أو يقتحمونها ليخرجوا منها سكانها ويحلوا محلهم بحجج أسطورية عنصرية مقيتة لا تنتمي لا إلى الديمقراطية ولا إلى الحرية والحضارة والتقدم الذي يصمون به الدولة الصهيونية.
الدولة الصهيونية دولة ابارثيدية بامتياز، وهي أكثر أبارتيدية من نظام جنوب أفريقيا العنصري البائد الذي مثل إدانة كل العام حتى تخلص منه مطلع تسعينات القرن االماضي، وقاد حملة إزالته الزعيم العالمي العظيم نيلسون مانديلا.
إسرائيل أكثر عنصرية من نظام جنوب أفريقيا، فإذا كان هذا النظام يقوم على الفصل العنصري بين السود والبيض، علئ اساس اللون والعرق، فإنه لم يطرد السكان من مساكنهم ليحل محلهم العناصر الييض، وهو أيضا لم يهدم المساكن فوق ساكنيها من النساء والأطفال، ولم يستجلب المستوطنين من شتى بقاع الأرض ويقوم بتمكينهم من الاستيلاء على حقوق وأملاك السكان الأصليين على أساس بلا أي مبرر قانوني سوى خرافات تعود إلى ما قبل آلاف السنين، كما لم يقم نظام جنوب افريقيا العنصري البائد بناء دولة ذات طابع ديني تحارب وتقتل كل من لا ينتمي إلى نفس الديانة وتستبيح حقوقه وتنتهك آدميته ومقدساته، وكل هذا ليس تبريرا للسياسات العنصرية لن؛ ام الأبارثيد البائد ولا تحسينا لصورته القبيحة.
مقولة إن "إسرائيل دولة ديمقراطية" مستوى من النفاق السياسي لم تشهد له البشرية مثيل منذ عرفت الحروب والنزاعات، ومقولة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها نفاق آخر فيه : ازدراء لعقول البشر واستخفاف بقدراتهم الذهنية، فالدولة المعتدية التي ترتكب جرائم ضد الانسانية، ليست بحاجة للدفاع عن نفسها، بل من إن ضحاياها هم من يحتاج الدفاع عن نفسه هو المعتدى عليه.
قد يأخذ النفاق الدولي مدى معينا من الزمن في التغطية على عنصرية الدولة الصهيونية، لكن الشعوب يوما عن يوم تكتشف أنها قد تعرضت لخديعة عمرها أكثر من قرن عن حق الصهاينة في تحدي العالم ووضعهم فوق كل المعايير الدولية.
وحتماً ومثلما زالت العنصرية في جنوب أفريقيا وزال الاستعمار في كل العالم، ستزول عنصرية إسرائيل بعد أن ينكشف القناع عن تحضرها الزائف ديمقراطيتها المغشوشة ومدنيتها الخادعة.