الحوثيون وأطفال إب.. بين مطرقة الاختفاء وتجنيد القسري
يومًا بعد يوم، تتفاقم ظاهرة اختفاء الأطفال في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بما يعزّز احتمالات تورط المليشيات في ارتكاب هذه الاعتداءات بالنظر لما يملكه هذا الفصيل في تجنيد الأطفال والزج بهم في الجبهات.
أحدث ضحايا هذا الإرهاب المروع تمثّل في اختفاء الطفل رائد محمد صالح البنا في ظروف غامضة من قرية نبل، عزلة الحيث في مديرية بعدان.
الواقعة قوبلت بمخاوف وموجات رعب انتابت الأهالي من تعرض أبنائهم للخطف من قبل العصابات المُسلحة، التابعة لقيادات في المليشيات الحوثية، لاستخدامهم في أعمالها الإجرامية أو الزج بهم في جبهات القتال.
تمادي الحوثيين في ارتكاب جرائم اختطاف الأطفال مرتبط بأن المليشيات تحاول بشتى السبل العمل على التوسع في ظاهرة التجنيد القسري عملًا على الزج بالأطفال في الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وعلى مدار السنوات الماضية، توسّعت المليشيات الحوثية في تجنيد الأطفال، وأقدم هذا الفصيل الإرهابي على تجنيد أكثر من 30 ألف طفل تمّ تجنيدهم في 51 معسكرًا، وفق إحصاءات صدرت نهاية العام الماضي.
وأظهرت جرائم التجنيد الحوثية أن المليشيات تركز على الفئات العمرية ما بين الـ13 و15 عامًا، لكن هناك أيضًا أطفالًا أصغر من ذلك تم تجنيدهم في معسكر المليشيات ويتم الزج بهم إلى الجبهات ووضعهم في الصفوف الأولى.
وتعمل المليشيات الحوثية على تلقين الأطفال تدريبات عسكرية وتغسل أدمغتهم وتملؤها بمعاني الطائفية الحوثية الخبيثة.
وكشفت معلومات حقوقية أنه لا يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للحوثيين من أطفال، ويبدأ التجنيد عبر التعبئة الفكرية والدينية التي تتخذ نهجًا شديد الصرامة.
وخلال هذه العمليات الشيطانية، يتم تدريس ملازم مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي للأطفال في سن صغيرة، تمهيدًا لنقلهم إلى معسكرات التدريب السرية التي يتم فيها تدريسهم مختلف فنون القتال وذلك قبل تهيئتهم للرحيل إلى الجبهات.