لحج والانقطاع الوشيك للكهرباء.. أزمة حادة يغذيها إهمال الشرعية
يبدو أن مديرية تبن بمحافظة لحج، على موعد مع تؤزم جديد في الوضع المعيشي، وذلك في إطار ما باتت تعرف بـ"حرب الخدمات" التي يتعرض لها الجنوب.
الحديث عن نفاد شحنات الوقود من محطة بئر ناصر لتوليد الكهرباء، في مديرية تبن بمحافظة لحج، وهو ما ينذر بأزمة حادة في انقطاع الكهرباء خلال الأيام القليلة المقبلة.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر عمالية في تصريحات لـ"المشهد العربي" عن إيقاف المحطة عن التشغيل، مؤكدة أنها لم تتسلم شحنات وقود منذ يوم الأربعاء.
وفيما تنذر هذه الأزمة بتدهور حاد في خدمة الكهرباء، فإن السلطة الموالية لتنظيم الإخوان والتي يقودها المحافظ أحمد عبد الله تركي تمارس ما يوصف بـ"إهمال حاد" في تقديم الخدمات للمواطنين.
واستنادًا إلى التجارب الماضية، فإن السلطة الموالية للإخوان ستعمل على تغذية هذه الأعباء على الجنوبيين وفق نشطاء، يستبعدون تدخلًا حاسمًا من قبل "تركي" للعمل على حل أزمة محطة الكهرباء في مديرية تبن.
ونالت محافظة لحج قدرًا كبيرًا من صناعة الأعباء والأزمات الحياتية، في وقت تُوجَّه فيه الكثير من الاتهامات للمحافظ الموالي لحزب الإصلاح بأنه يتوسع في سياسات الأخونة، ضمن مخطط يستهدف فرض نوع من الاحتلال الإداري على مؤسسات الجنوب الخدمية.
بشكل عام، يعيش الجنوب منذ فترات طويلة أزمات معيشية حادة، عملت الشرعية على تغذية، من خلال إفساح المجال أمام محاصرة الجنوبيين بالأعباء الحياتية في كافة القطاعات.
ويُجمع محللون على أن ما باتت تعرف بمؤامرة الشرعية في هذا الصدد مرتبط بأن هذا المعسكر الإخواني يحمل قدرًا كبيرًا من الكراهية للشعب الجنوبي، ويُترجم ذلك في صناعة قدر كبير الأعباء في كافة قطاعات الحياة وعدم تلبية احتياجات المواطنين.
في الوقت نفسه، فإن الشرعية تحاول صناعة حالة من الفوضى المجتمعية في كافة أرجاء الجنوب، على نحو يستهدف الإجهاز على المكاسب الكبيرة التي حققها الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على مدار الفترات الماضية، والتي أنعشت آمال استعادة الدولة.
إزاء تفاقم الأعباء على على هذا النحو الموصوف بأنه "لا يُطاق"، فإن مطالب الجنوبيين تتجدد على مدار الوقت بضرورة إزاحة النفوذ الإخواني من كافة مفاصل وقطاعات الجنوب، باعتبار أن هذا النفوذ يُمكّن الشرعية من التمادي في استهداف أوضاع الجنوبيين المعيشية عبر حرب الخدمات.