تمزيق الرسوم الفنية.. تعز تحت حصار الإخوان الدواعش
مزقت عناصر إخوانية رسومات فنية أعدها طلاب بجامعة تعز، في جريمة عبرت عن حجم التطرف الذي يسيطر على عقول هذه العناصر، وتشبه بشكل كبير الأفكار المسمومة التي تروجها التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
ففي كلية الآداب بجامعة تعز، تعرض العديد من اللوحات والرسوم الفنية الخاصة بطلاب قسم الفنون لأعمال تخريب وتمزيق على يد عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية.
الواقعة كشفتها إحدى طالبات القسم هي ليناء السامعي، قائلة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في كلية الآداب بعد ماحدث من مشاكل مع نائب رئيس الجامعة قررنا نحن طالبات الفنون الجميلة تشكيلي مستوى ثالث الحضور للكلية لأخذ أعمالنا لإكمالها في البيت نظرًا لضيق الوقت، لكن تفاجأنا أن بعض الأعمال تم تخريبها".
أثارت هذه الواقعة، موجة غضب على صعيد واسع، واعتُبرت ترجمة حقيقية لنقل مليشيا الإخوان للأفكار الداعشية المتطرفة إلى المجتمع، وسط تحذيرات من مخاطر ما يمكن أن تؤول إليه الأحداث فيما بعد.
انتشار أفكار التطرف مرتبط بما فعله تنظيم الإخوان في اليمن بعدما وفَّر غطاء سياسيًّا لاستعياب مجاميع كبيرة من العناصر الإرهابية من عناصر تنظيم القاعدة في تسعينات القرن الماضي، وتوفير معسكرات لهم بغية توظيفهم في مشروعات تخدم المشروع الإخواني.
ويربط الكثيرون بين الممارسات الإخوانية المتطرفة، وآخرها تمزيق لوحات الرسوم الفنية، بحجم الارتباط بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية، فأفكار تنظيم داعش مثلا هي في الأساس أفكار تكفيرية مستمدة من أفكار مؤسس التنظيم سيد قطب.
وفي اعتراف أكثر وضوحًا، أكد الإخواني الشهير يوسف القرضاوي، في وقت سابق، أن مؤسس تنظيم داعش أبو بكر البغدادي كان إخوانيًّا في الأساس، وأن الدعوة إلى عودة فكرة الخلافة الإسلامية وتكفير المجتمعات هي في الأساس ورقة قديمة في أدبيات الفكر الإخواني.
وفي مجتمع مثل اليمن الذي مزقته الحرب، يكون من السهل على تنظيم الإخوان أن يغرس بذور إرهابه وتطرفه وتشدده، وذلك بعدما استغل التنظيم حالة الوهن على الصعيد المؤسساتي وأحكم قبضته على مفاصل كافة القطاعات، على نحو مهَّد الطريق أمام انتشار هذه السموم على نحو أكبر.
وتمثل محافظة تعز حلبة سهلة المنال أمام تنظيم الإخوان بحكم أنه يمارس عليها سلطة أمر واقع تفرضها تشكيلات عسكرية وقمعية أسسها الإصلاح خارج نطاق القانون.
وقبل أيام، أشهر حزب الإصلاح الإخواني تنظيمًا إرهابيًّا جديدًا حمل اسم "المرابطون"، وهو يضم مجاميع إرهابية منضوية في إطار محور تعز الخاضع لسيطرة الإخوان.
ومثّلت هذه الخطوة الإخوانية امتدادًا لتجربة حزب الإصلاح، بنقل تجارب التنظيمات الإرهابية إلى تعز، والتي يسعى الإخوان لتحويلها لإمارة إخوانية، اعتمادًا على تنظيمات إرهابية على شاكلة ما حدث في بعض المناطق داخل ليبيا، وحتى في سيناء المصرية عندما تم تأسيس تنظيم هناك يحمل اسم "المرابطون" أيضًا.
وأظهر حزب الإصلاح أنه لا يمكنه التخلي عن فكر التنظيم الجهادي الذي أسسه سيد قطب، والذي يعد عمود الجماعة التي يقودها نحو ما تطلق عليه "التمكين"، وهذا بمثابة مرجعية فكرية لكل التنظيمات الإرهابية بمختلف تسمياتها.