الشرعية تستهدف لحج لتكرار نموذج تعز في الجنوب
ضاعفت الشرعية الإخوانية من ممارساتها التخريبية في محافظة لحج خلال الأشهر الماضية، وصبت تحركاتها بالأساس لإيجاد موطأ قدم لمليشيات الإخوان الإرهابية وكذلك المليشيات الحوثية الإرهابية، لتكرار سيناريو تواجد الطرفين معاً في محافظة تعز، بما يشكل تحالفاً ثنائياً في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ورغم تجاهل محافظ لحج الموالي للإخوان، المدعو أحمد تركي، تطوير الخدمات العامة في المحافظة ومساهمته في حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب، إلا أنه اتخذ قراراً بإطلاق مشروع لتطوير وتأهيل الطريق الرابط بين لحج وتعز، في خطوة تستهدف تسهيل مهمة الإرهاب الحوثي والإخواني الوصول إلى المحافظات الجنوبية عبر طريق ممهد يخدم الهجمات الإرهابية المباغتة للطرفين باتجاه الجنوب.
يصل المشروع من منطقة زريقة الشام بمديرية الشمايتين، مرورًا بالقبيطة والمقاطرة وصولًا إلى المضاربة بمسافة إجمالية تصل إلى 137 كيلومترًا، ويعد منفذ بري سريع يشبه كثيراً من الطرق التي دائما ما توظفها المليشيات الحوثية في محافظات عديدة لشن هجماتها بحق المدنيين.
لعل ما يثبت نوايا تركي الخبيثة أنه ترك ما يمسى بـ"طريق الموت" الرابط بين مديرية تبن إلى طورالباحة ويخدم أبناء المحافظة كما هو من دون تطوير، وذهب باتجاه تطوير طريق يربط بين محافظة واقعة تحت سيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية، ما يشي بأن الشرعية ساعية إلى فتح جبهة جديدة من الممكن أن تصل خلالها إلى الجنوب.
يخدم تركي المليشيات الحوثية أيضاً بعد أن فشلت في اختراق الجنوب عبر جبهة الضالع، كما أنه بهذا القرار يجعل محافظة لحج تحت كماشة حوثية، وفي حال فشلت تحركاتها لاختراق المحافظة عبر مديرية يافع فإنها ستكون أمام حل يساعدها على تحقيق هدفها عبر محافظة تعز، الأمر الذي يؤكد على طبيعة العلاقة الوطيدة بين الشرعية الإخوانية والعناصر المدعومة من إيران
وأمام هذه المؤامرات وجه رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في لبعوس، بمحافظة لحج، على بن علي المطيري، أمس الأحد، إلى اضطلاع المراكز بدورها، محذرًا من بوادر تحرك لمليشيات الحوثي الإرهابية عبر يافع، وقرر تشكيل لجنتين أمنية واجتماعية في المراكز للعمل على تحسين المنظومة الأمنية ومعالجة الاختلالات بمعاونة المواطنين.
ودأب المحافظ الموالي للإخوان، على انتهاج سياسة تؤكد ولائه للتنظيم الإرهابي منذ توليه زمام السلطة المحلية، في العام2017، عبر قرارات تكشف حقدًا دفينًا تجاه الجنوب، واستعان المحافظ مؤخراً بمسلحين مرتزقة لحمايته من المتظاهرين الذي خرجوا اعتراضاً على تردي الأوضاع الأمني والمعيشية في المحافظة.
يعمل تركي على تهيئة البيئة المناسبة لاختراق المليشيات الإرهابية، إذ تضاعفت في المحافظة جرائم "قطع الطرق" التي تقوم بها عصابات محسوبة على تنظيم الإخوان تنتشر على نطاق واسع داخل أكثر من مديرية، وهي نتيجة مباشرة لحالة السيولة الأمنية التي تعانيها المحافظة جراء تقاعس سلطة الإخوان المحلية عن القيام بمهامها.
وكذلك فإنه يعمل على تسهيل مهمة وصول المهاجرين الأفارقة عبر مرفأ "رأس العارة"، وهؤلاء توظفهم المليشيات الإرهابية كمرتزقة يقوموا بارتكاب جرائم ضد المواطنين الأبرياء، كما أنهم يشكلون ضغطاً على الخدمات العامة التي لا تكفي لسد احتياجات أبناء المحافظة.