في كلمة لشعب الجنوب.. الزُبيدي: لن تتوقف ثورتنا حتى تطهير كل شبرٍ من وطننا

الأربعاء 7 يوليو 2021 04:41:00
في كلمة لشعب الجنوب.. الزُبيدي: لن تتوقف ثورتنا حتى تطهير كل شبرٍ من وطننا

أشاد الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقدرة شعب الجنوب وقوة عزيمته، مؤكدا أنه استطاع أن يحوّل يوم السابع من يوليو، اليوم الأسود الدامي بتفاصيله المريرة، إلى يوم نصرٍ ونور، حينما دشّن ثورته السلمية.

وقال: إن مسيرة شعبنا النضالية مازالت متوهجة، وثورة التحرير مستمرة ولن تتوقف حتى تطهير كل شبرٍ من وطننا الجنوبي الحبيب.

جاء ذلك في كلمة هامة وجهها إلى الشعب الجنوبي في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى الـ27 لاحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994م، وانطلاق الثورة الجنوبية التحررية في 7 يوليو 2007م.

وشدد على أن ثورة الجنوب ومقاومته هدفت الى تغيير الواقع المرير وهو ما تحقق في عدد من المحافظات وجارٍ تحقيقه في شبوة ووادي حضرموت.

وفي ما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول الكريم محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها الأحرار والأبطال في داخل الوطن الجنوبي وخارجه

نُحييكم تحيّة العزة والشموخ، ونحن نُحيي اليوم ذكرى احتلال وطننا الجنوبي، في السابع من يوليو الأسود من العام 1994م.

يا أبناء شعبنا الأبي الصامد

لقد تعرض وطننا الجنوبي، وعلى مدى سبع وعشرين سنة، من الاحتلال، لأبشع ممارسات القمع، والاضطهاد، والظلم، وسياسات الاجتثاث، التي استهدفت الأرض، والإنسان، والهوية، والوجود الجنوبي، عاش معها أهلنا غُرباء في وطنهم، محرومون من ثرواتهم، وحقوقهم، وهو ما استدعى الرفض، والثورة، والمقاومة، لتغيير هذا الواقع المرير وهو ماتحقق في عدد من المحافظات، وجارٍ تحقيقه في شبوة، ووادي حضرموت .

صناعة التاريخ الجديد المجيد

أيها الجنوبيون الأحرار

أيتها الجنوبيات الماجدات

إن من دلائل عظمة شعبنا وقوة عزيمته أنه قد استطاع أن يحوّل هذا اليوم الأسود الدامي بتفاصيله المريرة، إلى يوم نصرٍ ونور، حينما دشّن ثورته السلمية في نفس هذا التاريخ من العام 2007م، مبشرًا  بصناعة التاريخ المجيد الجديد، من خلال الانطلاقة العظيمة لملاحم الحراك التحرري الجنوبي، التي زلزلت أركان الاحتلال، وراكمت نضالات شعبنا، وصولًا إلى تعاظم مقاومته التي أنجزت تحرير معظم محافظات وطننا ابتداء من العام 2015م .

ياجماهير شعبنا الجنوبي

لقد ظنّ المحتل أنه بقمعه وجبروته ،يستطيع أن يركّع شعبنا، ليُطيلَ أمد بقائه على أرضنا، لكن أوهامه الاستعمارية تبخرت وأحلامه أنكسرت أمام صلابة شعبنا وإرادته الفولاذية.

لاجنوب من دون شبوة ووادي حضرموت والمهرة

المناضلون الأحرار

إن مسيرة شعبنا النضالية مازالت متوهجة، وثورة التحرير مستمرة ولن تتوقف حتى تطهير كل شبرٍ من وطننا الجنوبي الحبيب.

وإذا كُنّا ننعم اليوم بالحرية في عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وحضرموت، وسقطرى بعد قطع أيدي المحتل منها، إلا أن شعبنا في محافظتي شبوة، والمهرة، ووادي حضرموت مازال يُعاني مرارة الظلم وجبروت الاحتلال وإرهابه، وإننا ننتهزها مناسبة لنُحيّي نضال أهلنا في هذه المناطق، ونُحيّي صمودهم وشجاعتهم في التعبير عن رفضهم للاحتلال بكل أشكال الرفض .

ونُجدد عهدنا الذي قطعناه بأن نلتحم مع أبناء شعبنا في كل المناطق التي مازالت ترزح تحت الاحتلال والإرهاب حتى انتزاع خلاصهم من تلك الجحافل وأذرعها الإرهابية، وحتى تمكينهم من إدارة أنفسهم أمنيًا، وأداريًا، وعسكريًا، وإنهاء كل صنوف الهيمنة، والاستلاب، ونهب الثروات، وأنه لا جنوب من دون حضرموت، وشبوة، والمهرة، ولا يمكن أن تكتمل انتصارات شعبنا إلا بخلاص وادي وصحراء حضرموت ومحافظتي شبوة، والمهرة من الاحتلال ومليشياته.

الجنوب قادر على فرض خياراته في الحرب والسلم

يا أبناء شعبنا الجنوبي الأبي

لقد جسّد اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية الشقيقة ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حقيقة الصراع الراهن في الجنوب واليمن، بين كيانين أحدهما جنوبي، والآخر شمالي، وشكّل محطة محورية هامة، للوصول إلى طاولة العملية السياسية الشاملة، إذ أصبح الجنوب اليوم بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك من القوة، ما يؤهله لفرض خياراته في الحرب والسلم، وبما يمكنه من مجاراة ومواجهة السيناريوهات كافة.

وإذ نشكر كافة الجهود الخيرة التي بذلها رعاة الاتفاق في المملكة العربية السعودية الشقيقة، على مدى قرابة عامين من أجل تنفيذ الاتفاق، ونؤكد استعدادنا الكامل لاستكمال مباحثات تنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق، آملين في ذات الوقت من الأشقاء ممارسة مزيد من الضغوط، على الطرف الآخر لإيقاف التصعيد بكافة أشكاله وأنواعه، ووقف الغطرسة والصلف اللذان تجسدهما قوى عابثة تحت لواء الشرعية، لعرقلة تنفيذ الاتفاق وإغراق الجنوب في مستنقع الصراعات والأزمات المتناسلة، بهدف استمرار تفردها في نهب ثروات الجنوب ، وخيراته واضطهاد شعبه، لا سيما في وادي حضرموت، والمهرة، وشبوة، التي تشكل عصب اقتصاد البلاد.

ولهذا نُجدد دعوتنا لإنهاء العبث الجاري في شبوة، ووادي حضرموت، والمهرة والتي يتم العبث بها وإدارتها من قبل قوى بعينها بعيدًا عن سلطة حكومة المناصفة في العاصمة عدن.

نَمضي على درب الشهداء في الانتصار لقضية شعبنا 

يا أبناء شعبنا البطل

إننا في المجلس الانتقالي الجنوبي، ومعنا وإلى جانبنا شعبنا الجنوبي الأبي من شَحِن إلى باب المندب، أكدنا مرارًا وتكرارًا، أن خياراتنا إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهي خيارات ثابتة ودائمة انطلاقًا من واحدية المصير المشترك الذي يجمع بيننا وأشقائنا في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودول الخليج العربي عموما.

ختامًا، نُجدد العهد والوعد لشعبنا ولقواتنا المسلحة الجنوبية بأن نَمضي على درب الشهداء في الانتصار لقضية شعبنا وحقه في الاستقلال بوطنه ودولته وهويته، مؤكدين على ألا سلام مستدام في الجنوب واليمن، والمنطقة، إلا بإحقاق الحقوق المشروعة لشعبنا في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، التي لن تكون إلا مُندمجة في محيطها العربي ، متكاملة مع أشقائها في اليمن، والخليج والجزيرة العربية.

المجد والخلود لشهداء شعبنا ومقاوته وقواته المسلحة.
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
والنصر المؤزر لشعبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.