انتفاضة الجنوب تبعثر أوراق قوى الشمال المحتلة

الخميس 8 يوليو 2021 17:00:04
انتفاضة الجنوب تبعثر أوراق قوى الشمال المحتلة

استمرت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في محافظتي شبوة وحضرموت لليوم الثاني على التوالي، وسط حالة من الارتباك سيطرت على الشرعية الإخوانية التي استخدمت أساليب قمعية لمحاولة وأد الحراك الشعبي، إذ وجدت نفسها محاصرة بغضب شعبي جارف لم تضعه في حسبانها.

وحاولت الشرعية الإخوانية بشتى الطرق منع وصول المواطنين إلى نقاط التجمع التي تنطلق منها المظاهرات، واستوقفت اليوم الخميس مواكب لمتظاهرين قادمين من مديريات ساحل حضرموت ومنعتهم من الاتجاه إلى مدينة سيئون في محاولة لعرقلة فعاليات إحياء يوم الأرض الجنوبي.

ما حدث اليوم في سيئون تكرر أمس في محافظة شبوة بعد أن حاصرت المليشيات الإرهابية مدن كاملة وقامت بملاحقة المواطنين بالهوية، ومارست التنكيل بالضرب لحاملي علم الجنوب، ووصلت إلى حد إطلاق النار ما أدى لإصابة العديد من الأبرياء.

استطاع أبناء الجنوب في محافظتي شبوة وحضرموت أن يثبوا قدرتهم التعبير عن غضبهم حتى في ظل الإرهاب الذي مارسته الشرعية الإخوانية، ففي سيئون مثلاً لجأ أبناء المدنية إلى خداع العناصر الأمنية ونظموا مساء أمس مسيرات حاشدة بالدراجات النارية، قبل انطلاق المظاهرات التي أعلنت عنها اليوم الخميس، في إطار فعاليات إحياء يوم الأرض.

بعثرت الهبة الشعبية الجنوبية أوراق قوى الاحتلال المحتلة (مليشيات الشرعية الإرهابية والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران)، وركز الطرفان على التصعيد العسكري في جبهات أبين والضالع ولحج، وحاولا إغراق الجنوب في فوضى أمنية تقضي على مساعي التحالف العربي لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

شكل خروج المواطنين إلى الشوارع في مناطق متفرقة تأكيداً على أن الجنوب يدرك تماماً خطورة المخططات التي تحاك ضده، كما أن تورط الشرعية في ارتكاب انتهاكات وممارسات عنف ضد المواطنين يضاعف الضغط عليها لإرغامها على دعم الحلول السياسية.

من المتوقع أن يكون هذا الضغط عبر إقليمية يتواصل معها المجلس الانتقالي الجنوبي لشرح حقيقية الأوضاع على الأرض، أو من خلال التحالف العربي الذي يتجنب فتح جبهات مشتعلة في محافظات الجنوب مع تمدد المليشيات الحوثية شمالاً.

تأتي ممارسات القمع التي مارستها الشرعية بحق المواطنين في وقت يكثف فيه التحالف جهوده لاستئناف مفاوضات الرياض، وبالتالي فأنها تثبت مجدداً أنها القوة الوحيدة المعرقلة للحلول السياسية، وأنها تقف حائلاً أمام تنفيذ أي قرارات تضمن إنهاء احتلالها بشكل كامل في كافة المحافظات الجنوبية.

أكد المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري، أن الانتهاكات التي أقدمت عليها مليشيا الشرعية الإخوانية بمحافظة شبوة تأتي في إطار التخطيط لاستمرار تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض، وفرص السلام والاستقرار، مشيراً إلى أنها كشفت عن نهجها الدموي وممارساتها القمعية بعدما واجهت الجموع السلمية الحرة في كل مديريات شبوة بترسانة أسلحتها ونيران جحافلها القادمة من الشمال.

في المقابل دعم الحراك الشعبي الجنوبي موقف المجلس الانتقالي الذي يبحث عن استعادة دولة الجنوب، إذ أن جموع الجماهير التي تحركت في مناطق متفرقة أثبتت أن هناك ظهير شعبي يدعم هذه الجهود الدبلوماسية ويقف خلف كافة المطالب التي رفعها الانتقالي لنصرة القضية الجنوبية، كما أنه هذا الحراك أكد على حقيقة راسخة مفادها أن هوية الجنوب لا يمكن محوها مهما حاولت القوى المحتلة فرض أفكارها الإرهابية.