ظلام دامس في عدن.. الشرعية تعاقب أبناء الجنوب بسلاح الكهرباء
توقفت شركات الطاقة المشتراة صباح اليوم الأحد، عن ضخ إمداداتها إلى شبكة كهرباء العاصمة عدن، وذلك بعد انتهاء المهلة التي حددتها للشرعية الإخوانية من أجل سداد مستحقاتها المتأخرة من دون استجابة، في الوقت الذي تقوم فيه سلطة الإخوان بتصدير نفط الجنوب واستغلال موارد موانئه، ما يشي بوجود رغبة مُبيتَه لمعاقبة أبناء الجنوب وتؤكد تماديها في شن حروب الخدمات بحقهم.
وفقدت شبكات الكهرباء في عدن، خلال الساعات الماضية نحو 133 ميجاوات تضخها الشركات الخاصة، بينما تحتفظ بالقدرة على توليد 140 ميجاوات من المحطات العامة، وهو ما ترتب عليه زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عديدة بالعاصمة وتحولت إلى ظلام دامس تكون عواقبه وخيمة على المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
رفضت الشرعية الإخوانية الاستجابة لكافة الخطابات الموجهة إليها من أجل سداد مستحقات الشركات ولم تتجاوب مع المهلة التي حددتها للدفع والتي كانت بنهاية الأسبوع الماضي، وبدا أن هناك رغبة لديها لتصدير أزمة جديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، ما يؤكد على أن موقفها بالأساس سياسي لمعاداة الجنوب وشغله في الأزمات الخدمية التي يعانيها.
يترتب على انقطاع التيار الكهربائي أزمات عديدة تؤثر بشكل مباشر على قدرة المواطنين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، إضافة إلى أنها تعرقل خطوات التنمية التي يسير فيها الانتقالي في العاصمة من خلال المشروعات التي يتبناها المحافظ أحمد حامد لملس، كما أنها تقود لمشكلات داخلية تستهدف إثارة المواطنين، وبالتالي فإن الشرعية تنظر إلى أزمات الكهرباء باعتبارها سلاح فاعل توظفه كيفما تشاء طالما ظلت مهيمنة على دفع مخصصات الكهرباء.
وطالبت شركات الطاقة الخاصة بشكل متكرر بالحصول على مستحقاتها أو أجزاء منها، دون استجابة من الشرعية الإخوانية التي تسيطر على موارد العاصمة عدن، وترفض منحها أي من مواردها.
فيما تواصل الشرعية الإخوانية تصدير نفط الجنوب واستغلال موارد الموانئ وجماركها التي قدرتها بـ 700 مليار ريال سنويا، دون سداد أي من التزاماتها، بل على النقيض تشن حرب خدمات على المواطنين.
وتتغافل الشرعية الإخوانية عن توريد حصيلة فواتير الكهرباء (البيل) من المواطنين في عدن إلى البنك المركزي، عبر مؤسسة الكهرباء، إلا أنها لا تفضل – في المقابل – دفع التزاماتها للشركات الخاصة.
وجددت المؤسسة خلال الساعات الماضية دعوتها إلى الحكومة بضرورة التحرك، وسداد مستحقات الشركات، منعًا لتضاعف ساعات الانقطاع وإغراق عدن في الظلام، الأمر الذي سيكون بحاجة إلى مزيد من الضغوط على الشرعية الإخوانية التي يخضع قرارها لجنرال الإرهاب علي محسن الأحمر الذي يتحكم في قرارات الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.
وفي المقابل كثفت السلطة المحلية في المحافظة من جهودها للتعامل مع الأوضاع الراهنة ونجحت اليوم الأحد في إدخال محول كهرباء جديد للخدمة عقب نجاح الفرق المعنية في تشغيله، ويُساهم المحول الذي يعمل بقوة "20 MVA "، في إنهاء مشكلات انقطاع التيار بأجزاء من العريش والدرين والممدارة.