لجأت لرفع الأسعار.. خيارات ضيقة للشرعية أمام نضال شبوة
لم تجد الشرعية الإخوانية سبيلاً يُخلصَها من الحصار الشعبي المفروض عليها في شبوة سوى من خلال رفع أسعار كافة السلع والخدمات في محاولة للتضييق على المواطنين وشغلهم بأزماتهم اليومية حتى تتفرغ لارتكاب الانتهاكات بحقهم واستكمال تنسيقها مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
يعد اللجوء إلى أساليب العقاب الاقتصادية دليلاً دامغًا على أن الشرعية أضحت أمام خيارات ضيقة للتعامل مع نضال أبناء الجنوب وصمودهم في وجه جرائمها، وأن قيودها الأمنية والانتهاكات التي تمارسها بحق المواطنين لا تأتي بمردود إيجابي بالنسبة لها بعد أن تعددت الفعاليات والمظاهرات الرافضة لاحتلالها ولم تتمكن من تهديد الأبرياء أو ترهيبهم من الخروج ضدها، وبالتالي فإن إشهار سلاح الأسعار قد يكون حلاً مناسبًا من وجهة نظرها لمعاقبة المواطنين.
وارتفعت أسعار المحروقات في محافظة شبوة، للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين، في تلاعب واضح يمس غالبية السلع الإستراتيجية، ووصل سعر دبة البترول (سعة 20 لترا)، اليوم الأحد، 14 ألفا و500 ريال، بعد أقل من اسبوع على زيادتها إلى 13 ألفا 500 ريال.
وتثير القضية اتهامات لمليشيات الإخوان بقيادة المحافظ المدعو محمد صالح عديو، بالتلاعب في أسعار المحروقات، وخلق سوقا سوداء للمشتقات النفطية لتحقيق مزيد من المكاسب غير المشروعة من جيوب البسطاء.
وانعكس ارتفاع أسعار المحروقات وكذلك انخفاض قيمة العملة المحلية على كافة الخدمات الأخرى وضمنها إيجارات المنازل في عبء جديد يضاف على كاهل المواطنين، حيث شكا مواطنون في مدينة عتق، من تضاعف أسعار الإيجارات مؤكدين حرمان ذوي الدخل المحدود من إيجاد سكن ملائم.
لم ترتبط أزمة ارتفاع أسعار الإيجارات فقط بتدهور قيمة العملة المحلية، غير أن الإهمال المتعمد من جانب الشرعية الإخوانية وغياب الضوابط التي تضمن عدم استغلال المواطنين، دفعت لأن تصل قيمة إيجار الشقة الواحدة المكونة من أربع غرف إلى 800 ريال سعودي شهريًا.
بالطبع لا تؤدي سلطة الإخوان الغاشمة أدوارها لتوفير مسكن ملائم للمواطنين بالمحافظة، بل على النقيض تمامًا فإنها لا تتوقف عن ملاحقة الأبرياء ودفعهم نحو ترك مساكنهم الأصلية، ما يجعل هؤلاء مضطرين للبحث عن مأوى لهم، الأمر الذي يساهم في خنق الأزمة التي تتسبب فيها الشرعية الإخوانية بجرائمها وفسادها المتفشي.
يرى مراقبون أن الشرعية تتعمد إلهاء المواطنين في الأزمات المعيشية المحيطة بهم لتحقيق هدف أساسي يتمثل في تهريب المشتقات النفطية وعدم منحهم الفرصة للاعتراض على هذه الجرائم أو فضحها، لكن خططها تبوء بالفشل لأن أبناء الجنوب فضحوا في مرات كثيرة طرق وأساليب تهريب النفط، كما أن ممارسات الشرعية كانت سببًا في خروج مظاهرات واسعة النطاق في مديريات عديدة خلال الأشهر الماضية.
فشلت الشرعية الإخوانية في أن تسيطر على الغضب الشعبي ضدها في شبوة عبر آلتها العسكرية الغاشمة وكذلك من خلال حروب الخدمات المختلفة التي شنتها ضد المواطنين، وأدركت أن نهاتيها قادمة لا محالة لأنها لن تستطيع أن تعيش في حصار شعبي محكم، وهو ما يؤكد أن خياراتها أضحت ضيقة وقد تؤدي من دون أن تدري إلى انتفاضة شعبية واسعة النطاق ضدها، في ظل إصرار أبناء الجنوب على تطهير شبوة من براثين الإرهاب الإخواني.
اطلع علي عبدالله الكثيري المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، خلال لقائه رئيس القيادة المحلية للمجلس في شبوة علي أحمد الجبواني على الأوضاع في المحافظة ونشاط المجلس، مشيداً بنضال أبناء شبوة وإصرارهم على مبدأ الحرية والاستقلال على الرغم من انتهاكات سلطة الإخوان.