الحوار الجنوبي: الانتقالي يبدأ عصر الدولة المستقلة
رأي المشهد العربي
سيظل المجلس الانتقالى الجنوبي على العهد به أمينا على شعب الجنوب، حارسا يقظا لحقوقه، ومنافحا قويا عن آماله، متمسكا بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة ذات السيادة.
وسيظل المجلس الانتقالى الجنوبي متمسكا بدبلوماسيته الهادئة الرشيدة المستندة إلى عدالة القضية الجنوبية، ماضيا في الانتصار لها على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
وإذا كانت دبلوماسية المجلس الانتقالي الجنوبي وجهوده المكثفة في خدمة القضية الجنوبية تسبب قلقا، بل رعبا وفزعا للشرعية الإخوانية، فذلك راجع إلى مصداقية المجلس التي أدركها الجميع على الأصعدة كافة، وراجع أيضا إلى الهزائم التي تلحق بالشرعية الإخوانية في كل وقت، نتيجة ممارساتها العدائية التي لا تنتهي ضد شعب الجنوب، وانتهاكاتها التي لا تتوقف لحقوقه المشروعة.
الحوار الجنوبي الذي يتبناه ودعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي أضج مضاجع قيادات الشرعية الإخوانية الإرهابية بداية من سكان الفنادق مرورا بأذنابهم من التنظيمات الإرهابية وانتهاء بأبواقهم الفارة في تركيا وغيرها.
يدركون أن الدعوة للحوار الجنوبي ستكون نصرا للجنوب وفي الوقت نفسه وبالا على الشرعية الإخوانية الإرهابية المتواطئة مع الحوثيين المدعومين من إيران.
يدركون أن الحوار الجنوبي سيضع حدا لمحاولاتهم المتكررة للإيقاع بين الجنوبيين، وإضعافهم، وربما دفعهم إلى خلافات وصراعات تشغلهم عن ملاحقة الشرعية الإخوانية ومحاسبتها عاجلا أو آجلا عن جرائم الحرب وحروب الخدمات التي ارتكبتها بحق شعب الجنوب لتضييق الخناق عليهم، بوسائل شتى شملت إهدار قيمة العملة المحلية، وارتفاعا جنونيا في أسعار السلع والخدمات.
فزعهم راجع إلى إدراكهم أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يرضى بغير الانتصار لقضية الجنوب، وحقوق شعبه، وأن دعوته إلى الحوار الجنوبي ستنتهي حتما بجمع شمل الجنوبيين، وتوحيد كلمتهم وصفوفهم، خاصة أن الدعوة إلى الحوار لم تستثن فئة، ولم تقترن بشروط مسبقة تحول دون مشاركة المخلصين من أبناء الجنوب في رسم مستقبلهم، وتحديد ملامح دولة الجنوب كاملة السيادة، وإقامتها على أسس وطنية جامعة لكل الجنوبيين.
إن دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي لامست آمال المواطنين جميعا، لأنها تنطلق مؤيدة بنضال شعب الجنوب، مستندة إلى تضحيات غالية بذلها شعب الجنوب في مختلف المجالات، ولم يكن مستغربا أبدا أن يلتف شعب الجنوب ويتوحد خلف المجلس لإنجاح الحوار، حتى يبلغ أهدافه.
الدعوة إلى الحوار الجنوبي لم تكن أبدا ولن تكون واجهة إعلامية يتجمل بها المجلس الانتقالي، كما يفعل كثيرون، فقد انطلقت تلك الدعوة من إحساس عميق بنبض الشعب الجنوبي، ورغبة شديدة في إنجاز تاريخي ينهي معاناته، الأمر الذي عبر عنه عمرو البيض، ممثل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، بوصفه الحوار الوطني الجنوبي بأنه الضامن للمستقبل، وللوصول إلى عقد الشراكة الجديد للجنوبيين، وبناء جمهوريتهم الثانية، وحرص المجلس على تأكيد حقيقة أن الحوار الوطني الجنوبي يقوم على قاعدة "الجنوب لكل أبنائه".
وكما جاء على لسان المتحدث باسم المجلس، علي الكثيري، أن الدعوة تنطلق من إيمان المجلس بمبدأ الشراكة بين جميع أبناء الجنوب، من أجل صياغة مستقبل الوطن، وتحديد معالم الدولة المنشودة.
ومنذ إطلاق الدعوة إلى الحوار الوطني الجنوبي يحرص الرئيس عيدروس الزُبيدى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على متابعة سير الاستعدادات لإطلاق الحوار الجنوبي فـي الخارج، والمواقف المُعلنة من الحوار، باعتباره ركيزة أساسية للمُضي نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة.
وبين فزع الشرعية الإخوانية الإرهابية وخيانتها، وقوة المجلس الانتقالي الجنوبي وأمانته، يتطلع شعب الجنوب إلى نصر كبير قريب يستعيد به دولته المستقلة، ويقرر مصيره بحرية، ويحمي ثرواته ومقدراته، ويدهس إرادات رموز الاحتلال التي لم يعد لها في الحياة دور إلا اغتصاب الحقوق، وسرقة الثروات، ونهب المقدرات، وخدمة أهداف مثلث الشر: إيران وتركيا وقطر.