مؤسسة الجنوب للحوار الوطني.. انتصار جديد للانتقالي
رأي المشهد العربي
حالة كبيرة من التفاؤل عمّت محافظات الجنوب، وسادت بين القوى المحبة للسلام منذ أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي دعوته إلى الحوار الوطني.
آمال كبيرة تعلقت بالحوار الجنوبي مبعثها أن المجلس الانتقالي برئاسة الزُبيدي لم يركن يوما إلى الفشل، فقد رسم لنفسه استراتيجية نجاح نقل من خلالها في وقت وجيز قضية شعب الجنوب من المحلية إلى العالمية، فأصبح لها مناصرون ومؤيدون في مختلف أنحاء الدنيا بعد أن أدركوا عدالة القضية.
صحيح أنه واكبت تلك الآمال جهود مشبوهة لقوى الاحتلال اليمني وأذرعها الإرهابية بهدف التقليل من شأن الحوار، وصرف اهتمام شعب الجنوب عنه، والتشكيك في أهدافه ومراميه إلا أنها باءت بالفشل، فالجميع يعلمون أنها تصدر من قوى انهزامية وجماعات إرهابية سقطت في بئر الخيانة والغدر.
الحديث عن أهمية الحوار الجنوبي لم تنقطع منذ دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إليه، الأمر الذي يضع الحوار أمام تساؤل كبير مهم: ماذا ينتظر شعب الجنوب وقضيته من هذا الحوار؟
الحقيقة التي لا تخفى على منصف أن الدعوة إلى الحوار جاءت في وقتها المناسب بعد أن أوقفت الشرعية الإخوانية الإرهابية جهودها على الإضرار بشعب الجنوب حاضرا ومستقبلا.
تآمرت عسكريا وأسلمت ظهرها لمليشيات الحوثي الإرهابية، وفي الوقت نفسه وجهت فوهات أسلحتها الخفيفة والثقيلة إلى صدور أهالي الجنوب.
وفي الوقت نفسه تفننت الشرعية الإخوانية الإرهابية في وضع العقبات أمام تنفيذ اتفاق الرياض الذي أقر الجميع بمن فيهم القوى العالمية المحبة للسلام بأنه الضمان الأقوى لسلام المنطقة واستقرارها.
وعلى المستوى الاقتصادي لم تتوان الشرعية الإخوانية الإرهابية عن التنكيل بشعب الجنوب، وتضييق سبل العيش الكريم أمامه؛ فأهدرت قيمة العملة المحلية، حتى قفز سعر الدولار الأمريكي إلى أرقام فلكية غير مسبوقة، الأمر الذي يعني تخريب الاقتصاد الجنوبي عن عمد، والإضرار بأهل الجنوب، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني تعجز معه الغالبية العظمى منهم عن تدبير احتياجاتهم المعيشية الضرورية.
وشجعت الشرعية الإخوانية الإرهابية الحكومة على مغادرة العاصمة عدن، لتبدأ على الفور "حرب الخدمات" ضد شعب الجنوب، وهي لا تقل بشاعة وإضرارا وتخريبا عن المواجهات العسكرية بآثارها التدميرية.
يأمل شعب الجنوب، أو بالأحرى يثق، في أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيواصل مكاسبه وانتصاراته، ويعبر من خلال الحوار ليستكمل مسيرة التحرير، والاستقلال، واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، معززا بتجاربه السابقة ونجاحاته، مؤيدا باصطفاف شعب الجنوب وراءه.
يثق شعب الجنوب في أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيجعل "الحوار الوطني" مؤسسة سياسية شامخة حاضرة في كل القضايا الجنوبية المصيرية، ضامنة لمستقبل أفضل لأهل الجنوب الذين لم يتخلفوا عن تقديم أغلى التضحيات من أجل الجنوب.
يثق شعب الجنوب في أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيجعل من مؤسسة الحوار "المقترحة" بيت خبرة لدعم جميع قضايا الجنوب، وسيفتح الباب واسعا أمام المخلصين من شركاء الجنوب، للوصول الى عقد الشراكة الجديد للجنوبيين، وبناء دولتهم الجديدة؛ فالمجلس الانتقالي يسعى جادا إلى تكاتف شعب الجنوب، ويؤمن بالعمل الجماعي، ويعمل على الاستفادة من جميع الخبرات من أجل صياغة مستقبل الوطن وتحديد معالم الدولة المنشودة؛ فالجنوب لكل أبنائه.
يثق شعب الجنوب في أن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤمن بأن الحوار الجنوبي ليس غاية في ذاته، وإنما ركيزة أساسية لتحقيق تطلعات شعب الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة، وقطع الطريق أمام من يحاول تشكيل تكتلات تحمل اسم الجنوب لتفتيت القضية الجنوبية، ومن ثم تظل يد المجلس الانتقالي الجنوبي ممدودة لكل القوى الجنوبية المخلصة للمشاركة في صناعة المستقبل الأفضل.
يثق شعب الجنوب في أن التجاوب مع دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي لانعقاد جلسات الحوار الجنوبي، كفيلة بفضح أصحاب الأجندات المعادية للجنوب من المكونات الوهمية، وأن التهرب من الحوار تهاون بغيض لحساب قوى الاحتلال التي تتآمر على مصالح الجنوب، وتناهض حقوق شعبه وتطلعاته.