السيادة في العمارة..!
محمد العولقي
المزيدهذه الأيام يطرح الانتهازيون السياسيون الغارقون في نعيم الفلل والفنادق الغربية ألبوم التباكي على (السيادة)، يضم باقة من بكائيات التماسيح المدفوعة الأجر..
* ولأن الذين اختشوا ماتوا في الحمام التركي الشهير، فهم يسوقون ويؤدلجون لمرحلة وشيكة ينقلبون فيها على الرئيس (هادي) والتحالف العربي..
* من يدعون أن التحالف خرق السيادة الوطنية هم ذاتهم الذين تصلهم حوالات التحالف شهريا.. هم ذاتهم الذين يمتلكون عمارة خالية من (السيادة)..
* مؤشرات عملية واضحة تؤكد أن إثارة الزوابع في فنجان (الجنوب) تعني أن تحولا وشيكا في المواقف السياسية، تغذيه (تركيا) التي لم تتعافَ بعد من تركة الرجل المريض..
* شاهدت مقطعين للناعقة النوبلية متناقضين تماما، في المقطع الأول تولول وتشد شعرها كنائحة مستأجرة، والنائحة المستأجرة ليست كالنائحة الثكلى، تبكي حليب (السيادة) المسكوب على تراب الجنوب.. وفي المقطع الثاني ترقص على وحدة ونص، بصورة توارت أمامها (نجوى فؤاد) خجلا وكسوفا..
* من ينظر لكأس هؤلاء الخراطين الفارغة سيدرك كيف أن بعض الناس عبيد حاجاتهم..
* مثلا.. الأخت (توكل) تعطي للجنوبيين درسا في (السيادة)، مع أن بيتها في (صنعاء) محتل وتعيث فيه المليشيات الانقلابية كل فنون التنكيل.. فأين هي من (سيادة) بيتها وحمامها (أعزكم الله)؟!..
* أما الرجل الظريف (مختار الرحبي)، فالسيادة عنده (مودرن)، تخضع لمزاج من يوجهه بالريموت كنترول، فقط كان ينقص (الرحبي) أن يعلن الجهاد على (الجنوب) لتحريره من جيوب (الفرس)..
* تناسى (مختار)، وهو يمارس فاصلا من التهويل الإعلامي عبر قنوات ممولة لضرب التحالف، أن الجنوبيين هم من يذودون عن حياض أراضيه الشمالية، وهم من يدفعون ثمن تقاعس خبرته في الجبهات. كل يوم يقدم الجيش الجنوبي قوافل من أبنائه، بهدف عودة أمثال (مختار وتوكل) إلى أرض وطنهم ليمارسوا (السيادة) من قلب المعاناة، وليس من الفلل والفنادق المكيفة..
* أسأل من يتاجر بالسيادة لحساب جهات معادية للجنوب وشرعية (هادي)، هل يستطيع هذا المتباكي أن يعيش معنا براتب لا يساوي كيسي أرز و دقيق..؟، هل يستطيع أن يقاوم الظروف شهرا دون أن تصله حوالات التحالف ومن يعادون التحالف ؟
* إذن من يحق له أن يتكلم عن (السيادة)؟.. شعب الجنوب الذي حرر أراضيه ويسعى بجد وكد لتحرير الشمال من عملاء (إيران)..؟ أم هؤلاء الذين يقبضون ملايين الدولارات من التحالف ومن أعدائه ويعيشون في بروج مشيدة..؟
* الشعب الجنوبي ليس عاقا مثلكم، ولا يمكنه عض يد التحالف التي ساعدته للتحرر من خذلانكم وخزيكم وعاركم.. وهذا الشعب بمكوناته السياسية سيحفظ وطنه وسلامة أراضيه، وليس بحاجة منكم إلى قنطار (وطنية) أو فدان (سيادة)، فقط دعوا (اليمن) لأهله الذين صبروا وصابروا ورابطوا ولم تتلوث أيديهم بالمال الحرام..
* من يريد أن يعلم (الجنوب) واليمنيين مفهوم (السيادة) فليأتِ إلى جبهات القتال، أو على الأقل يعيش معنا ويقاسمنا مرارة الواقع، وسننصت له عندما يتكلم عن (السيادة)..
* مؤسف جدا أن يتجرد قليلو الخير من واجبهم تجاه التحالف العربي وشرعية (هادي)، يقفزون من سفينة الحق إلى سفينة الباطل، لكن من يعرف جنونهم الحزبي والمادي فلن يستغرب تحولات (المهجنين)، فقد سبق لهم أن (فحطوا) من (الشمال) بعد أن باعوا الأصابع وخلوا الجسم للديدان، فعن أي (سيادة) يتحدثون لهذا الشعب العظيم..؟
* ولكل سياسي أو (ناخط) رهن ضميره في بورصة (إسطنبول)، ستظل أرض الجنوب بيد شعبه دون وصاية من أي دولة ، وسيظل الجنوب شعبا إلى جوار التحالف الذي تبيعون وتشترون فيه اليوم.. دعوا السيادة لأبطال الجنوب الميامين، أسود المعارك عند اشتداد سعيرها.. نظفوا أسنانكم بمعجون (السيادة) التركي، والعبوا غيرها..!
*نقلاً عن "الأيام"