الشرعية تبحث عن مكاسب من تركة الإرهاب الإيراني

الجمعة 10 سبتمبر 2021 18:03:00
الشرعية تبحث عن مكاسب من تركة الإرهاب الإيراني

رأي المشهد العربي

ظهرت انتهازية الشرعية الإخوانية واضحة من خلال المناشدات التي وجهها مستشار الرئيس اليمني المؤقت المحال للتحقيق الفاسد المدعو أحمد عبيد بن دغر إلى المليشيات الحوثية الإرهابية، وتودد خلالها للعناصر المدعومة من إيران بحثًا عن مكاسب من الممكن أن تستفيد منها الشرعية من الحرب الحوثية بعد سبع سنوات من الخيانة والقتل والتشريد.

حاول المدعو بن دغر أن يحصل للشرعية الإخوانية على مكاسب من الإرهاب الحوثي، وذلك بعد أن وجه دعوة ملغومة للعناصر المدعومة من إيران طالبها فيها بما أسماه "المصالحة وإنهاء الحرب"، ودشن تحالفات علنية معها بتأكيده على "مساهمة الشرعية والمليشيات معًا في إعادة ما جرى تدميره"، باعتبار أن ذلك يشكل مدخلًا من الممكن القبول به دوليًا لتعزيز التنسيق والتعاون المشترك.

يسعى رأس الأفعى وراء هذه الدعوات لضمان توزيع مغانم الحرب الإيرانية بين مليشيات الحوثي والإخوان الإرهابية، لأنه يدرك أن الشرعية ليس لديها على الأرض ما يجعلها قادرة على حصد أي مكاسب حال جرى التوجه إلى طاولة المفاوضات، وأنها أضحت الرقم الأضعف في المعادلة ولم يعد لديها أي حضور سياسي أو عسكري باستثناء المليشيات الإرهابية التي تتحالف معها لارتكاب الانتهاكات بحق المواطنين الأبرياء.

هناك رسالة مبطنة بعث بها المدعو بن دغر إلى المليشيات المدعومة من إيران مفادها أن المساعدات التي قدمتها الشرعية للحوثيين لابد من الحصول على ثمنها، وذلك من خلال قبول توزيع المناطق بين الطرفين دون الحاجة للدخول في مفاوضات سلام دولية بالطبع سوف تنكشف فيها خيانة الشرعية التي سلمت محافظات الشمال ولم تستطع أن تثبت أركانها في الجنوب.

السموم التي بثها بن دغر تستهدف أيضًا قطع الطريق على أي محاولات دولية من شأنها التوصل لاتفاق سلام لأنه يمنح مبررات جاهزة للعناصر المدعومة من إيران للتهرب من الضغوطات المفروضة عليها بحجة أنها سوف تنسق مع الشرعية لإنهاء الحرب، بل إن الدعوات المشبوهة بمثابة ضربات مباشرة للتحالف العربي من أجل تثبيت أركان إيران وأذرعها الإرهابية في اليمن من دون أن يكون هناك أي التزام بالمواثيق الدولية، وضمان عدم ممارسة أي انتهاكات أو جرائم بحق المواطنين الأبرياء.

أكاذيب الإرهابي هدفت للتعامل مع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران باعتبارها فصيلًا سياسيًا وليست جماعة إرهابية، في تزييف واضح للحقائق على الأرض، في ظل خضوعها بشكل تام لتوجهات وسياسات ورؤى إيران، كما الحال بالنسبة للشرعية التي أضحت تنفذ توجهات وسياسية تركية وقطرية وهو ما يشي بأن الدعوة تخدم مصالح قوى إقليمية معادية تحاول منذ سنوات توزيع تركة المناطق الجغرافية والثروات والمقدرات فيما بينها.

تحاول الشرعية من وراء هذه الدعوات الملعونة أن تخرج من المأزق الحالي، إذ تجد نفسها محاصرة بين مجلس انتقالي وقوات مسلحة جنوبية باسلة تقف لها بالمرصاد كلما حاولت اختراق العاصمة عدن لبعثرة أوراق الحل السياسي.

وفي المقابل فإنها بالطبع لا تستطيع تحقيق أي نجاح يذكر في محافظات الشمال بعد أن سلمتها بأسلحتها إلى العناصر المدعومة من إيران وتجد في مثل هذا النوع من الحلول الودية سبيلًا مناسبًا لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.

لكنها في المقابل تفضح نفسها وتثبت للمجتمع الدولي أنها لديها مصالح وتحالفات وثيقة مع الحوثيين وتتماهى مع الحرب الإيرانية التي تصب في صالح تجار الحروب المسيطرين على سلطة اتخاذ القرار داخلها.