الفاسد بن دغر يرقص على حبال الحرب
مثلما اعتاد المدعو الفاسد أحمد عبيد بن دغر أن يلعب على جميع حبال السياسية بين الأطراف المختلفة يحاول الآن أن يرقص مجددا على حبال الحرب عبر تودده إلى المليشيات الحوثية نحو ما أسماه "المصالحة وإنهاء الحرب" لضمان أكبر مكاسب لنفسه أولا ثم للشرعية الإخوانية حال كان هناك أي مفاوضات من شأنها الوصول إلى اتفاق سياسي ينهي الحرب المستمرة للعام السابع على التوالي.
يمتلك بن دغر تاريخ طويل من المواقف الانتهازية التي تفسر شخصيته وتصريحاته المستفزة التي تصدر بين الحين والآخر، وفي غفلة من الزمان انقلب بن دغر من شخص محكوم عليه بالإعدام من قبل نظام الرئيس اليمني على عبدالله صالح، إلى أحد رجالات نظام صالح وأبرز المقربين إليه.
ثم تحول بن دغر من حضن صالح إلى حضن الحوثيين ثم إلى حضن هادي ثم إلى أحد المخترقين لهادي يعمل لصالح علي عبدالله صالح قبل أن يهادن هادي ويتقرب إليه مجددا بحثا عن منصب سياسي، إلى جانب تناقضاته المستمرة تجاه التحالف العربي إذ ينتقل بين ليلة وضحاها من مؤيد لجهوده لإنهاء الحرب إلى معاديا له بحسب ما تقتضي مصلحته.
فشل بن دغر في كل المناصب التي تولاها في نظام صالح، غير أن انتهازيته واستخدامه أساليب تسلقية ساعدته على أن يبقى في موقع السلطة في حقبة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي والذي يبقى قراره مختطفًا بيد مليشيات الإخوان التي تنجذب إلى انتهازية بن دغر باعتبارها أحد أدواتها للاستمرار في السلطة.
وتحقق لبن دغر ما أراد بعد أن صعد ليكون نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للاتصالات عام 2014، قبل أن يتولى منصب رئيس الوزراء في حكومة هادي عقب الحرب، بعد أن غير موقفه لأيام وانتقل من مربع دعم الحوثيين وصالح إلى مربع دعم هادي.
خلال توليه منصبه واصل بن دغر مسلسل الفشل ومضى يعمل ضد هادي وينخر جسد الشرعية لصالح مليشيات الإخوان، وطالته اتهامات بالعمل لصالح ميليشيا الحوثي بتعمده في إفشال الحكومة، وتقييد عمل المحافظين والمسؤولين، لكنه لم يكتفي بذلك بل أنه حاول تقديم نفسه بديلا لهادي من خلال التحالفات التي نسجها مع أطراف دولية عديدة استهدف من خلالها محاولة تقديم نفسه كطرف توافقي في حين أنه يحظى بكراهية واسعة بين فئات مختلفة.
ظهر بن دغر محرضا على العنف والفوضى من خلال تصنيفه للمحافظات المحررة، بشكل مناطقي، وهو لأول مرة يحدث أن تقوم حكومة بتقسيم وتصنيف الناس إلى كيانات مناطقية لا وجود لها على أرض الواقع، كما حرض بن دغر على الدور الإيجابي للإمارات في حفظ الأمن، في خطوة استهدفت ضرب التحالف العربي وأدواره الفاعلة لخدمة المليشيات الحوثية.
لم تحقق حكومة بن دغر المشئومة أي إنجازات تذكر على أرض الواقع، لكنه وظف أبواق الشرعية الكاذبة للترويج إلى أوهام حاول صناعتها بأموال المواطنين الأبرياء وفشل في معالجة الملفات الهامة التي تتطلب حلا عاجلا للتخفيف من وطأة الظروف المعيشية والاجتماعية للمواطنين بعد أن استخدم خزينة حكومته في تمويل عدد كبير من وسائل الإعلام والصحافيين المحسوبين على الشرعية.
استخدم الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي بن دغر في الحرب التي يخوضها ضد الجنوب وعمد على استفزاز أبناء الجنوب الذين تضرروا كثيرا من فساد بن دغر وجرائمه بتعيينه مستشارا سياسيًا له بالرغم من أنه خرج من الحكومة بفضائح فساد عديدة، وبعد أن جرى تشكيل حكومة المناصفة استخدم هادي بن دغر كرصاصة أطلقها في وجه اتفاق الرياض بتعيينه في منصب رئيس مجلس الشورى.
انتهازية بن دغر وكذبه تستمر حتى الآن وتنكشف في تناقض مواقفه من الحرب الحوثية، ففي حين كان على رأس الحكومة أكد أن "الشرعية لن تقدم أي تنازلات لصالح الانقلابيين، مشيرا في إلى أن السلام في اليمن، مرتبط بتسليم المتمردين لسلاحهم"، في حين أنه استبدل هذا الموقف بآخر جديد يعبر عن رغبته في تدشين تحالفات علنية مع العناصر المدعومة من إيران لتقسيم مغانم الحرب فيما بينهم.