تجار الحروب يهرولون نحو النفط

الاثنين 13 سبتمبر 2021 17:59:00
تجار الحروب يهرولون نحو النفط

رأي المشهد العربي

ضاعفت الشرعية الإخوانية جرائمها لسرقة آبار ومنشآت النفط في محافظات الجنوب، وتهريبها إلى الشمال بمناطق المليشيات الحوثية، وهي الجرائم التي امتدت طيلة السنوات الماضية، لكنها تأخذ منحنى تصاعديا في هذه الأثناء لأبعاد مختلفة.

يخشى تجار الحروب من وجود توجهات دولية جديدة قد تقود لحل سياسي يضع حدا لجرائم السرقة والتهريب، كما أن الشرعية لديها هواجس من إمكانية تقلص الدعم الآتي إليها من أطراف إقليمية معادية في ظل التحولات التي تشهدها الساحة العربية والدولية في الوقت الحالي.

خلال الساعات الماضية انكشفت جرائم تهريب النفط من محافظة شبوة بعد أن انتشرت صور عديدة لعشرات الناقلات التي غادرت قطاع (s2) إلى قطاع (4 عياذ)، تمهيدًا لتصديره عبر ميناء النشيمة في مديرية رضوم الساحلية إلى مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر عديدة عن وصول مندوبين عن شركات توريد النفط التابعة للجنرال الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني المؤقت، ورجل الأعمال الفاسد المدعو أحمد العيسي، نائب مدير مكتب هادي، إلى صنعاء لإبرام صفقات تجارية مع مليشيا الحوثي الإرهابية.

تستهدف هذه التحركات حصد أكبر مكاسب من عمليات التهريب، وضمان توزيع الأموال بين الطرفين بما يعزز التنسيق المشترك بينهما على مستوى إطالة أمد الصراع وتوفير الأموال اللازمة لخلق فوضى أمنية في مناطق عديدة من شأنها أن تخلط أوراق الحل، وتعمق من الأزمات والمشكلات وتصديرها في وجه أي طرف خارجي قد يذهب باتجاه الحل السياسي، وبالتالي فإن الطرفين يضمنان وجود تمويل بديل عن أي أموال خارجية قد تتقلص خلال الفترة المقبلة جراء الضغوطات التي تمارسها قوى إقليمية عديدة.

يشكل النفط بالنسبة لتجار الحروب أداة أساسية لتحقيق أهدافهم، لأن عوائده التي تقدر بمليارات الدولارات قادرة على جعل الصراع مشتعلا، كما أنه يجعل هناك ثقلا سياسيا لهؤلاء التجار بفعل سيطرتهم على منشآت النفط والتي يكون لها وضعية خاصة في أي مفاوضات سلام، لأنها من ناحية تشكل هدفا رئيسيا للقوى الإقليمية الداعمة للمليشيات الإرهابية، بالإضافة إلى كونها أداة للتنظيمات الإرهابية تضمن استمرار وجودها على الأرض لحاجتها المستمرة لتمويل عملياتها الإجرامية، وضمان عدم خروج المرتزقة الذين تستخدمهم في الحرب.

يبدو واضحا أن الشرعية والعناصر المدعومة من إيران ذهبا باتجاه تنفيذ خطة جديدة تقوم بالأساس على تهريب النفط، في إشارة إلى أن التنسيق بينهما وصل إلى مراحل متقدمة، ولا تنفصل هذه الخطوات عن الدعوات المشبوهة التي قدمها الفاسد المحال للتحقيق المدعو أحمد عبيد بن دغر الذي طالب فيها العناصر المدعومة من إيران بما أسماه "المصالحة" وذلك لضمان توزيع غنائم الحرب بينهما.

تعامل كل من الطرفين مع الحرب الممتدة للعام السابع على التوالي باعتبارها تجارة يحاول كل طرف الاستفادة منها بقدر الإمكان، وهو ما يفسر حجم الفساد الهائل الذي ارتكبه كل منهما في مجالات عديدة في الوقت الذي تضاعفت فيه ثروات تجار الحرب في الخارج، وظل المواطنون في الداخل يعانون أشد المعاناة بعد أن جرى استنزاف خيراتهم ومقدراتهم.