اعتقال أحمد اليافعي.. جنوبي طالته جريمة إخوانية مناطقية
أعلنت مليشيا الشرعية الإخوانية، الحرب على كل ما هو جنوبي، إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على أعمال عسكرية غاشمة ومدانة، لكنّ الإرهاب الإخواني يشمل أيضًا جرائم خطف واعتقال لجنوبيين في مناطق عدة.
ثار الجنوبيون غضبًا على مدار الساعات الماضية، منذ واقعة اختطاف المهندس أحمد اليافعي الذي يعمل بشركة صافر النفطية بمحافظة مأرب من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية.
بحسب أسرة اليافعي، فإنَّ الشاب ليس له أي دوافع سياسية، وبالتالي فإن هذا الأمر يُعزِّز بقوة من أنّ جريمة الاعتقال هي طائفية مناطقية، عقابًا له على هويته الجنوبية، إتساقًا مع حملات الكراهية التي تشنها مليشيا الشرعية الإخوانية ضد كل ما هو جنوبي.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر محلية أنّ سبب اعتقال اليافعي هو خلافات مع أحد قيادات حزب الإصلاح الإخواني في مأرب، ويُدعى قائد غريب، وهو مسؤول اللجنة النقابية في شركة صافر.
بحسب المعلومات المتاحة عن القضية، فإن المختطف كان قد نوّه قبل اعتقاله بأنه أصابه مكروه - يقصد اعتداء أو اعتقال أو حتى تصفية – فإن هذا الشخص (القيادي الإخواني) يقف وراء الجريمة.
مليشيا الشرعية تعتقل اليافعي في معتقل الأمن السياسي بمحافظة مأرب، علمًا بأن أسرته ممنوعة من حق زيارته والاطمئنان عليه، وهو ما عزَّز الكثير من الخوف على سلامة المعتقل، بالنظر لما تملكه المليشيات الإخوانية من باع طويلة فيما يخص جرائم التعذيب والانتهاك التي الجنوبيين الذين يُزج بهم في سجون إخوانية تشهد على صنوف ضخمة من التعذيب.
وكانت إدارة الأمن السياسي قد شنّت حملة اعتقالات قبل أسابيع، بذريعة تمدّد النفوذ الحوثي على الأرض، علمًا بأنّ توسع دائرة سيطرة المليشيات الإرهابية على الأرض يعود في المقام الأول إلى الخيانات التي تمارسها المليشيات الإخوانية الإرهابية.
واقعة الاعتقال وهي تتزامن مع إتساع حلقة التآمر الإخواني ضد الجنوب، سواء فيما يتعلق بإشعالها حربًا في جبهات عدة أو إفساحها مجالًا أمام المليشيات الحوثية للتوغل في الجنوب، فإنَّ كل ذلك أثار غضبًا جنوبيًّا اتسعت حلقاته على صعيد واسع.
من جانبه، ربط المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب الجريمة الإخوانية بممارسات التنظيمات الإرهابية العاتية، التي تحمل جرائمها صبغات طائفية واضحة.
النقيب قال في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: "نحن أمام حالة
إخوانية جنونية عصية على العلاج لا تستهدف الجنوب فقط بالحرب وتأطير التنظيمات الارهابية لهذا الغرض، بل تستهدف المواطن الجنوبي أينما كان حتى في مناطق سيطرتها ولا لشيء سوى أنه جنوبي".
أضاف النقيب في تغريدته: "إن هذا الحقد الإرهابي اللئيم هو سلوك بوكو حرام والقاعدة وداعش".
تفاقم حدة الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الإخوانية ضد الجنوب على أكثر من صعيد، إلا أن معاناة الجنوبيين الذين يقيمون في مناطق الشمال هم عرضة للخطر الأكبر، بفعل أنّ الجرائم التي ترتكب ضدهم تحمل صبغة مناطقية، لا سيّما أنّ المحافظة أصبحت مرتعًا لفوضى أمنية عارمة.
في الوقت نفسه، فقد ارتبطت الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية على الأرض في محافظة مأرب بمحاولة الشرعية على ما يبدو للتغطية على فشلها العسكري هناك، ودائمًا ما تكون حملات الاعتقال دون توجيه أي اتهامات.
ويرى محللون أنّ إقدام المليشيات الإخوانية على ارتكاب جرائم الاختطاف على نحو متصاعد، يمثّل محاولة من الشرعية لاستخدام ملف المعتقلين كورقة سياسية من أجل الابتزاز، وبالتالي تحقيق مزيد من المكاسب التي تخدم أجندة الشرعية.