تهديد وجودي.. التخاذل الإخواني يمنح الحوثيين فتح طريق مأرب – شبوة
تحمل سيطرة المليشيات الحوثية على مديرية بيجان بمحافظة شبوة، بعدما سلمتها لها مليشيا الشرعية الإخوانية، بالنظر إلى الوضع الجغرافي هناك.
المعلومات الواردة من الميدان تشير إلى مواصلة المليشيات الإخوانية الانسحاب من المواقع وتسليمها للمليشيات الحوثية الإرهابية، وفق اتفاقات يتم إبرامها بين الجانبين.
تقول المصادر إن المليشيات الحوثية سيطرت اليوم الثلاثاء، بشكل شبه كامل على مديرية بيجان، وذلك بالتزامن أيضًا مع تمدّدها صوب مديرية حريب بمحافظة مأرب، إثر تخاذل إخواني أيضًا.
وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي، توثّق ما قال ناشطون إنها لحظة دخول آليات عسكرية حوثية إلى مديرية بيحان بمحافظة شبوة، كما انتشرت صور لعناصر حوثية تحمل أسلحة يُرجَّح أن مليشيا الشرعية تركتها في المواقع التي انسحبت منها.
الأكثر من ذلك ما أظهرته مقاطع فيديو أيضًا، من ترديد عناصر إخوانية شعار ما تعرف بالصرخة الخمينية؛ تعبيرًا عن الترحيب بوصول المليشيات الحوثية إلى المدينة.
هذا الوضع العسكري يتيح للحوثيين – على إثر تخاذل إخواني – فرصة فتح طريق يربط بين مأرب وشبوة، بما يمكنها من مواصلة التحشيد العسكري إلى المنطقة، وذلك بتنسيق متواصل مع المليشيات الإخوانية الإرهابية.
جغرافيًّا، تبعد بيجان بنحو 200 كيلو متر عن مديرية عتق، مركز محافظة شبوة، علمًا بأنّ المدينة تقع على طريق رئيسي يربط بين شبوة ومأرب.
التطورات الجارية على الساحة تشير إلى وجود تهديد وجودي على الجنوب، لا سيّما أن بنود المؤامرة قد فضح أمرها، وبلغت حد تعقيدات جغرافية متشابكة، تمنح الحوثيين فرصة فتح طريق مباشر من مأرب إلى شبوة، وبالتالي فالأوضاع قد تصبح أكثر تعقيدًا حال تكثيف التحشيدات الإرهابية إلى هذه المنطقة.
في الوقت نفسه، حرّك حزب الإصلاح كتائبه الإعلامية لشن حرب نفسية شعواء، قامت على مجموعة من الأكاذيب، وصلت في حدها الأقصى في إثارة السخرية، أن شن الإصلاح هجوما على الجنوبيين بسبب تمدد الحوثيين.
ما يجري على الساحة حاليًّا يصفه محللون، بأنه يعبّر عن حالة هستيرية أصابت المليشيات الإخوانية، التي تسعى بكل السبل لمواراة فضيحة تسليم المواقع للمليشيات الحوثية، واللقطات التي فضحت ووثّقت حجم التقارب بين الفصيلين الإرهابيين.
بندٌ آخر من بنود اللعبة الإخوانية يتمثل في تسويق خوض معارك وهمية أمام الحوثيين، بل والأدهى الإدعاء بتسجيل انتصارات في شبوة، بينما يُظهر الواقعة حقيقة مغايرة تمامًا، وهي حقيقة تسليم الجبهات والانسحاب من المواقع.