عودة الحكومة ولقطة الشرعية الاستعراضية
رأي المشهد العربي
لقطة استعراضية تلك التي نفّذتها الشرعية بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، في خطوة حاول نظام "المؤقت" عبد ربه منصور هادي غسل سمعته لا أكثر.
عودة الحكومة كان مطلبًا منذ أمد بعيد للمجلس الانتقالي الجنوبي باعتبار أنّ تشكيلها – كأحد مفرغات اتفاق الرياض – يهدف إلى تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، لكن الشرعية عرقلت إعادتها لعدة أشهر، حتى أعادتها في لحظة وبطريقة بدى للجميع أنها استعراضية.
الحكومة عادت إلى عدن بلا أي شيء.. بلا خطط عملية، بلا قرارات إصلاحية، بلا هيكلة مؤسسية، بلا أي شيء.. عادت ولا يتوقع منها تحقيق أو على الأقل تنفيذ شيء لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي والعملة المنهارة.
اختيار الشرعية أن تعود الحكومة في هذا التوقيت بالذات ما هي إلا محاولة لغسل سمعتها التي ساءت كثيرًا بجرائم الخيانة والتآمر، وآخرها تسليم المواقع للمليشيات الحوثية الإرهابية، وقد حدث ذلك في شبوة وأبين وقبلها في البيضاء ومأرب.
ما يعضد من احتمالية أنّ الحكومة لن تفعل شيئًا، هو أنّ الموارد ليست في يدها، فما توصف بـ"عصابات الحكم" في الشرعية والتي يقودها الرئيس اليمني المؤقت المدعو هادي ونائبه الإرهابي المدعو الأحمر يمارسان سطوًا على الموارد والأموال، ويملؤون بها خزائنهم.
وبالتالي فما المنتظر من عودة الحكومة إلى عدن إذا كانت غير محملة بخطط لإنقاذ الوضع المروع الذي يعاني منه المواطنون، وما المأمول منها إذا كانت يدها مكبلة بأجندات الشرعية الخبيثة، التي ترى بكل وضوح أن الإقامة في الخارج والاكتفاء بالمتاجرة بالحرب وأوضاعها هو الضمانة نحو مزيد من السلطة، ومن قبلها الثروة.
أمّا من يسأل عن التوقيت، فالأمر جد واضح، فالشرعية وجدت على ما يبدو أن صورتها باتت سيئة أمام الكثير من الأطراف، وباتت تتحمل مسؤولية مباشرة لما آلت إليه الأوضاع، فأرادت – بحركة استعراضية – أن تغسل سمعتها.