تصعيد حوثي ضد الجنوب برعاية الشرعية
رأي المشهد العربي
صعَدت المليشيات الحوثية الإرهابية عملياتها العسكرية ضد الجنوب على أكثر من جبهة خلال الساعات الماضية، وذلك برعاية مباشرة من الشرعية الإخوانية التي أفسحت لها المجال أمام توجيه ثقلها العسكري نحو الجنوب بعد أن سلمتها محافظات الشمال ودعمت تمددها نحو محافظة شبوة النفطية الواقعة تحت سيطرتها مما جعل المليشيات الحوثية تصعد بجبهات جنوبية عدة .
وشهدت جبهات شمال الضالع تحديدا في قطاع هجار وجبهة الفاخر وباب غلق، إضافة إلى جبهة طور الباحة الحدودية بمحافظة لحج اشتباكات قوية منذ مساء أمس الأحد وحتى صباح الاثنين بين القوات المسلحة الجنوبية والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران واستطاع أبناء الجنوب حسمها لصالحهم، وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التصعيد الحوثي في اتجاه محافظات الجنوب.
هناك أبعاد عديدة تفسر التصعيد الحوثي في الوقت الحالي، إذ أن العناصر المدعومة من إيران أضحت على مقربة من السيطرة على مدينة مأرب وبالتالي فإنها ليست أمام أخطار عسكرية في محافظات الشمال، وتدرك أن الشرعية الإخوانية مهادنة لها، ولن يكون هناك معارك في الشمال وتستهدف توجيه بوصلة الصراع إلى الجنوب وهو ما تسعى إليه الشرعية الإخوانية أيضًا.
تسعى قوى الاحتلال اليمني بكافة أشكالها بالتصعيد في الجنوب عبر استعداء القوات المسلحة الجنوبية، وتستهدف توفير البيئة الخصبة التي تضمن وصول العناصر الإرهابية التي ستفر هاربة من مأرب إلى محافظات الجنوب وتحاول أن تبعثر الأوراق على الأرض في الجنوب بما يضمن تزايد نفوذ قوى الاحتلال اليمنية في وجه المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقف صامدا أمام كل هذه المؤامرات
توهمت المليشيات الحوثية بأنها أمام فرصة سانحة لاختراق محافظة الضالع بعد أن فشلت طيلة السنوات الماضية في اختراقها وتلقت هزائم متتالية دفعتها للتراجع عن المواقع التي كانت تتحصن بها، وعوَلت العناصر المدعومة من إيران على إرباك الجنوب في أكثر من جبهة للنفاذ إلى محافظات الجنوب من الضالع التي تعد "بوابة الجنوب"، في ظل تصعيد المجاميع الإرهابية الأخير في العاصمة عدن بالتزامن مع وصولها إلى محافظة شبوة والتي تضاعفت فيها وتيرة الانتهاكات ضد المواطنين من جانب الشرعية والحوثي في نفس الوقت.
لكن في المقابل فإن القوات المسلحة الجنوبية أثبتت أنها قادرة على صد التصعيد المتزامن في أكثر من جبهة حتى وإن جرى ذلك في آن واحد، وبعثت برسائل مهمة للقوى المحتلة بأن الجنوب لن يكون لقمة صائغة مثل محافظات الشمال التي جرى تسلميها محافظة تلو الأخرى دون أي مقاومة، وأن الاستعدادات العسكرية المكثفة التي قادها المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أن أعلن حالة الاستنفار العام جاءت بنتائجها الإيجابية بعد أن لاحقت القوات الجنوبية العناصر المدعومة من إيران في جبهتي الضالع ولحج.