جنون الشرعية يدفعها لتكثيف نيران حرب الخدمات.. والجنوبيون غاضبون
تفاقمت حدة الغضب من السياسات العبثية التي تنتهجها مليشيا الشرعية الإخوانية والتي تتسبب في إثارة أزمات معيشية ضخمة في مناطق سيطرة هذا الفصيل، في مؤامرة تستعر أكثر كلما حقّق الجنوب مكاسب سياسية.
وأصبح الشغل الشاغل لنظام الشرعية هو العمل على صناعة هذه الأزمات بما يؤدي إلى تفاقم الأعباء على المواطنين في محاولة لصناعة فوضى شاملة تلتهم الجنوب تعيقه عن مساعيه لتحقيق الاستقرار المنشود، كخطوة على طريق استعادة الدولة.
ويرى محللون أنّ الشرعية الإخوانية ستوسّع من دائرة عدائها للجنوب بشكل كامل، لا سيّما مع إقدام المجلس الانتقالي على تحقيق المزيد من المكاسب السياسية التي تزيده رسوخًا على الأرض، وهو ما تعتبره الشرعية في الوقت نفسه تهديدًا وجوديًّا لمؤامرتها ضد الجنوب.
يلاحظ ذلك في كم الكراهية والحقد والاستهداف الذي ظهر على مليشيا الشرعية الإخوانية منذ الإعلان عن لقاء الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع المبعوث الأممي هانز جروندبرج، باعتبار أنّ هذا اللقاء يمنح القضية الجنوبية زخمًا ويزيد من متانة الإقرار بالمجلس الانتقالي كقوة فاعلة على الأرض.
بالعودة إلى إشهار سلاح الأزمات، فقد نالت محافظة لحج نصيبًا وافرا من سياسات الإهمال المتعمد التي أشهرتها الشرعية الإخوانية التي صنعت فوضى معيشية قاتمة، قابلتها زيادة ضخمة في حدة الغضب من بين المواطنين.
هذا الغضب تجلّى في إقدام المحال التجارية بمديرية طور الباحة في محافظة لحج، اليوم الأربعاء، على تنفيذ إضراب جزئي، تنديدًا بعبث السلطة الإخوانية في المديرية.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة أنّ أصحاب المحال استجابوا لدعوة اللجنة المجتمعية في المديرية، وقد أكّدوا التدرج للإضراب الكلي لحين تلبية كل المطالب المشروعة ووقف الاستهداف الذي تمارسه الشرعية ضد كل الفئات هناك.
يأتي هذا فيما استنكرت اللجنة، إهدار الجهات التنفيذية في المديرية الخاضعة للشرعية الإخوانية، موارد طور الباحة لخدمة أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي.
إضراب طور الباحة يُضاف إلى سلسلة طويلة من غضب الجنوبيين من جرّاء تفاقم الأزمات المعيشية التي حاصرت الوطن من كل حدب وصوب، وهو ما يجدّد مطالب إزاحة النفوذ الإخواني من كل أرجاء الجنوب في أقرب وقت ممكن.
ويحظى التصعيد الشعبي السلمي من قِبل الجنوبيين بدعم من القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، الذي لطالما حذّر ونبّه إلى مخاطر تفاقم الأزمات المعيشية في الجنوب وبقائها على وضعها الراهن، لا سيّما أنّ ما يجري على الأرض من تفاقم للأعباء هو نتاج سياسة إخوانية تعادي الجنوب وتشهر أسلحة طائفية في وجهه.