ضربات الفجر.. بطولات الجنوبيين تزلزل مواقع الحوثيين في الضالع
فرضت التطورات العسكرية في محافظة الضالع، نفسها على صدارة الأحداث على مختلف الأصعدة، بالنظر إلى مساعي المليشيات الحوثية للتمدّد على الأرض، بينما تُسطّر القوات المسلحة الجنوبية جهودًا ضخمة أعظم الجهود هناك.
وتبرهن الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة، أنّ الجنوب طرف أصيل وفاعل ويستحق دعمه فيما يتعلق بالحرب على التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
جهود القوات الجنوبية تمثّل ضربة ساحقة لمساعي الشرعية الإخوانية لإغراق الجنوب بعناصر المليشيات الحوثية، وبالتالي فإنّ عودة القوات المسلحة الجنوبية لكامل أراضيها بات ضرورة ملحة لتطهير مناطق مثل شبوة وأبين من سرطان التنظيمات الإرهابية.
وبعث الجنوب رسالة حازمة وحاسمة خلال الساعات الماضية، عندما شنّت القوات المسلحة عمليات
إغارة واسعة استهدفت مواقع تمركز العدو الحوثي في قطاعي الفاخر وباب غلق جنوبي بلدة العود شمال الضالع، وقد حققت هذه العمليات كافة أهدافها العسكرية.
وتمكَّنت وحدات القوات المسلحة في عملياتها العسكرية، فجر اليوم الثلاثاء، من اقتحام عدد من مواقع العدو الأمامية بما فيها تبة الهواء وتبة قُرعد ووادي الثوب في قطاع هجار- باب غلق.
وقال بيان عسكري نشره المقدم محمد النقيب الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية، اليوم الثلاثاء، إن القوات المسلحة نجحت في اقتحام تبة التراب ومختلف المواقع التابعة للعدو في سوق مدينة الفاخر وصولاً الى مفرق بيت الشرجي.
وخلال هذه المواجهات، سقط نحو 26 عنصرًا من عناصر المليشيات الحوثية بين قتيل وجريح بمواجهات مباشرة، وأخرى باستهداف وحدات الدروع لمواقع تمركزهم.
يأتي هذا فيما غنمت وحدات القوات الجنوبية والمشتركة أسلحة خفيفة بعد أن عادت إلى مواقعها بسلام، بعد استكمال تحقيق اهدافها العسكرية.
عمليات الإغارة جاءت كضربات استباقية شلت فيها قدرات العدو وإفشال خططه الهجومية والذي كان قد استقدم تعزيزات كبيرة خلال الأيام الماضية تمهيدًا لشن محاولة هجوم باتجاه هذين القطاعين إلا أنّ هذه العمليات العسكرية أفشلت مسبقًا الإعداد لهذا الهجوم إضافة لما تكبدته المليشيات من خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
هذه العمليات النوعية وغير المسبوقة تُضاف إلى سلسلة طويلة من الجهود العسكرية التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية في إطار مكافحة الإرهاب الحوثي واسع النطاق.
وتحوّلت محافظة الضالع، إلى مقابر للغزاة الحوثيين، الذي يستهدفون - بتنسيق مع الشرعية الإخوانية - للتمدّد في أرض الجنوب، لضرب أمنه واستقراره، وهو إرهاب لا ينفصل عن محاولة استهداف القضية الجنوبية العادلة.
جهود الجنوب العسكرية على هذا النحو تأتي في وقتٍ تمارس فيه الشرعية الإخوانية انبطاحًا حادًا أام المليشيات الحوثية، وتتمادى في تسليمها الجبهات وتنسحب من المواقع لتسمح لهذه الذراع الإيرانية بالتمدّد على الأرض.
في الوقت نفسه، فإنّ انتصارات الجنوب العسكرية تمثّل إحدى ركائز دعم مفاصل القضية الجنوبية، وتعضِّد وتقوي من مسار العمل على استعادة الدولة، باعتبار أنّ تحقيق الأمن وتعزيز الاستقرار لا ينفصل أبدًا الواقع السياسي بأي حال من الأحوال.