نذير المجاعة ونذر الانفجار.. حرب قاسية تشنها الشرعية ضد الجنوب

الثلاثاء 9 نوفمبر 2021 17:48:10
نذير المجاعة ونذر الانفجار.. حرب قاسية تشنها الشرعية ضد الجنوب

تتجه الأوضاع المعيشية في الجنوب نحو مزيد من الانهيار المعيشي، في ظل السياسات التآمرية التي تنتهجها الشرعية الإخوانية، والتي تتضمّن العمل على تأزيم الوضع المعيشي في الجنوب بشكل كامل.

الشرعية اتخذت العديد من السياسات التي ساهمت في نهب ثروات الجنوب والسطو على موارده، في مخطط كانت معالمه شديدة الوضوح، إذا يهدف إلى إخضاع الجنوبيين وإذلالهم.

"الجوع" لن يكون ككل الأزمات التي واجهها الجنوب، حتى خطر الإرهاب نفسه، فافتقاد المواطنين القدرة على سد رمقهم يعني أنّ الأوضاع ستخرج عن السيطرة بشكل كبير، بما ينذر بإجهاض الاستقرار الذي تحقق في الجنوب بعد إنجازات جنوبية ملهمة سواء عسكريًّا أو سياسيًّا.

لن تُضار الشرعية إذا قادت الأمور المعيشية في الجنوب نحو الانفجار الشعبي، فهي في الأساس وضعت مخططًا لضرب أمنه واستقراره بشكل كامل، وذلك من أجل ضمان الاستحواذ على موارده من جانب، مع تغييب أي معالم نحو الاستقرار بما قد يساهم في حلحلة الأوضاع المعيشية بشكل أو بآخر.

إقدام الشرعية على شن هذه الحرب الغادرة القاسية على الجنوب هي بمثابة رد على تحرك شعبه وندائه من أجل استعادة دولته، فأجندة الشرعية تتجه دائمًا نحو ضرب تحركات الجنوبيين لتحقيق غايتهم، في وقتٍ لا يولي فيه حزب الإصلاح أي اهتمام باستعادة أراضيه من قبضة المليشيات الحوثية.

في المقابل، تلعب القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي على أكثر من وتر لمواجهة هذه الحرب الغاشمة، وذلك بين اتخاذ إجراءات وقائية لإنقاذ الجنوبيين من بين براثن هذه الأعباء المصنوعة إخوانيًّا رغم شح الإمكانيات في الجنوب بسبب سطو الشرعية الإخوانية على الموارد.

في الوقت نفسه، يعمل المجلس الانتقالي على ممارسة الضغوط على نظام الشرعية، وذلك من خلال فضح الممارسات العدائية التي ينتهجها ضد الجنوب، وقد حدث ذلك خلال اللقاءات الدبلوماسية المكثفة التي شهدتها العاصمة عدن خلال الأيام القليلة الماضية.

ممارسة هذه الضغوط ربما تنتج حالة ضغط تُمارس على نظام الشرعية لإجباره على وقف هذه الحرب الغاشمة، ولعل هذا ما حدث بالفعل على وجه السرعة، إذ طالبت القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن كاثي ويستلي، الحكومة بخطوات قوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي

توجيه هذا الطلب للشرعية في هذا الوقت لا يبدو أنّه يأتي من قبيل الصدفة، فمن المؤكّد أن المجلس الانتقالي نجح في إيصال الرسالة بشكل كامل إلى المجتمع الدولي إزاء ما يتعرض له الجنوب من حرب تنذر بمخاطر أمنية شاملة على نطاقين محلي وإقليمي.