لقاءات دبلوماسية للزٌبيدي.. الجنوب يفضح مخططات الشرعية لإفشال الحكومة
لم يكتفي المجلس الانتقالي الجنوبي بممارسة مزيد من الضغوطات على الشرعية الإخوانية لإجبارها على تفعيل أدوار حكومة المناصفة، بل أن الرئيس عيدروس الزُبيدي ذهب إلى أبعد من ذلك بعد أن فضح ممارساتها التي تستهدف إفشالها وإغراق الجنوب في الفوضى لخدمة قوى إقليمية، وهو ما دفعه للتركيز على الحروب الاقتصادية التي تشنها ضد الجنوب خلال لقاءاته المهمة التي عقدها اليوم الخميس.
والتقى الزُبيدي كلا من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج خلال زيارته الثانية إلى العاصمة عدن، وكذلك التقى عبر الاتصال المرئي، مع سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، وتركز الاجتماعين على فضح تحركات الشرعية التي أدت لتدهور الأوضاع الاقتصادية على هذا النحو وشدد على ضرورة إيجاد حلول فاعلة لتلك المشكلات في أقرب فرصة.
فضح الزُبيدي خلال الاجتماعات المهمة -التي تناولت رؤية الانتقالي في جهود السلام -المستقبلية ممارسات الشرعية التي عمدت على تعطيل الحكومة وسلب قرارها، لمنعها من الوفاء بالتزاماتها، وسلط الضوء على الأزمات الاقتصادية في عموم أنحاء المحافظات الجنوبية كنتيجة طبيعة لتلك الممارسات التي بدت كإجراء سياسي يستهدف التهرب من اتفاق الرياض من ناحية وعلى الجانب الآخر فإنها وسيلة مناسبة لمعاقبة أبناء الجنوب وقطع الطريق أمام أي محاولات جادة نحو الوصول إلى سلام.
تعد خطوات الزُبيدي استمرارا لجملة من الضغوطات التي يمارسها المجلس الانتقالي الجنوبي لإجبار الشرعية على الالتزام باتفاق الرياض، تحديدا وأن تلك الرسائل المهمة جاءت بعد ساعات من تلويح المجلس بالانسحاب من الحكومة وتحذيره من أن صبره لن يطول حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة تضمن استكمال مسار اتفاق الرياض.
يضيق الانتقالي الخناق على الشرعية الإخوانية عبر إجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية أيضًا، وهو ما يضع القوى المعادية للجنوب في مأزق لأنها تقبع بشكل مستمر تحت ضغوطات يمارسها عليها الانتقالي وتنعكس في شكل مطالبات دولية تصر على أن يكون اتفاق الرياض مدخلا مهمًا للسلام، وهو ما يؤكد على أن الانتقالي يسير في الاتجاه الصحيح، وأن خطواته سوف تكلل بالنجاح حتى وإن استلزم الأمر مزيد من التضحيات على الأرض.
و وأعرب الزُبيدي خلال لقائه ريتشارد أوبنهايم عن حرص قيادة المجلس على نجاح الحكومة في مهامها والاضطلاع بمسؤولياتها، مشيرًا إلى تدهور الأزمة الاقتصادية في عموم أنحاء محافظات الجنوب، ونوه بمحاولات الشرعية الإخوانية تعطيل الحكومة وسلب قرارها، لمنعها من الوفاء بالتزاماتها أمام الشعب.
بدوره، عبر السفير البريطاني عن تقديره مواقف المجلس الانتقالي الجنوبي، ومؤكدا أن المجلس سيلعب دورا محوريا في العملية السياسية الرامية لإنهاء الصراع في المنطقة، وجدد السفير أوبنهايم إدانته الأعمال الإرهابية التي شهدتها العاصمة عدن مؤخرًا، داعيا إلى تضافر الجهود لإفشال مخططات زعزعة أمن واستقرار العاصمة عدن.
وكذلك جدد الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، دعوته إلى معالجات عاجلة للأزمة الاقتصادية، محذرا من انهيار شامل في ظل إصرار الشرعية الإخوانية على إضعاف الحكومة ومنعها من اتخاذ إصلاحات جوهرية لوقف الانهيار الاقتصادي والمعيشي.
وطالب خلال استقباله هانز جروندبرج في زيارته الثانية إلى العاصمة عدن، صباح اليوم الخميس، بتنفيذ الشق الاقتصادي من اتفاق الرياض، لافتا إلى التداعيات الوخيمة لسياسة التباطؤ على الأوضاع المعيشية.
وحث الرئيس الزُبيدي على إطلاق عملية تفاوضية تعكس واقع الأطراف على الأرض، والقضايا الوطنية ومسببات الصراع، وتستجيب لقضية شعب الجنوب التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي، وبحث الطرفان خلال مباحثاتهما مستجدات الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، في الجنوب، واليمن، وجهود دفع عملية السلام الشاملة.