إن موعدهم الصبح.. ثلاثاء شبوة الحاشد
رأي المشهد العربي
لن يكون الثلاثاء، 16 نوفمبر، كأي يوم آخر على الشرعية الإخوانية، فالمؤامرة المشبوهة التي تنفّذها في محافظة شبوة عبر تسليمها رويدًا رويدًا للمليشيات الحوثية، سيقف أمامها جدار شعبي عازل ومتين.
محافظة شبوة تتهيّأ لفعالية شعبية حاشدة، تستهدف لم الشمل الجنوبي وتوحيد الصف في مواجهة الإرهاب المسعور الذي يُحاك ضد الجنوب وشعبه ويستهدف إفشال قضيته المتمثلة في استعادة الدولة وفك الارتباط.
حراك شبوة الغاضب سيكون رسالة حاسمة يبعث بها الجنوبيون بأنّ الوطن لن يُسمح باستهدافه، وأنّ مساعي الشرعية الإخوانية لاستقدام المليشيات الحوثية إلى أراضيه ومن ثم الإرهاب بكل صوره وأشكاله يمثّل خطًا أحمر لا يُسمح بتجاوزه.
كما أنّ هذا الحراك الشعبي الجارف سيكون رسالة لكل الأطراف المعنية والمهتمة بالأمر، تحمل دلالات عديدة سواء في الحرب الضارية والحصار القاسي الذي يتعرض له الجنوب من نواحٍ شتى، إلى جانب تعرضه لخطر تماهي نشاط التنظيمات الإرهابية على أراضيه.
غضب الجنوب الشعبي تتم ترجمته إلى حراك سياسي مهم، وذلك من خلال العمل الدبلوماسي الذي يبذله المجلس الانتقالي وهو ينقل صوت الجنوبيين المطالبين بالتحرّر من خطر الإرهاب الغاشم الذي يُحاصر الجنوب، إلى جانب مخاطر ترك الباب مفتوحًا أمام حزب الإصلاح ليعبث بأمن المنطقة بأكملها على هذا النحو.
الجانب الآخر من المشهد يتعلق بوضع الشرعية نفسها، فهي تجد نفسها محاصرة بضغوط هائلة وهي يُفتضح أمرها أمام المجتمع الدولي بأكمله، بعدما حاولت لفترات طويلة الإيهام بأنّها الطرف المجني عليه، وفي ذلك محاولة واضحة للحصول على دعم من المجتمع الدولي، علمًا بأنّ السكان لا يستفيدون بأي شيء من هذه المساعدات.
لن يكون المشهد الاحتجاجي غدًا مجرد يوم عابر، بقدر ما يُنظر إليه بأنه سيكون يوما مفصليًّا ومحوريًّا فيما يخص تشكُّل طوفان جارف يلتهم أعداء الجنوب وخصومه.
لا يقتصر الأمر على السياق الشعبي فقط، فعلى الصعيد السياسي حدث تطور شديد الأهمية، حيث غادر الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض.
لا يتوفر الكثير من المعلومات عن الزيارة وما تتضمنه وجدول أعمالها، لكن هناك إجماعًا بأنّها ستشهد محادثات مطولة بشأن العملية السياسية فيما يخص اتفاق الرياض إلى جانب التطورات الميدانية المتعلقة بتماهي نفوذ المليشيات الحوثية على إثر الخيانات الإخوانية المتواصلة.
يعني ذلك أن المشهد الحالي يتضمن حراكًا سياسيًّا وشعبيًّا، وفي أغلب الظن فإنّ ذلك سيؤسس لمرحلة جديدة يُسمع فيها صوت الجنوب ويُراعى فيها تحقيق أمنه واستقراره ويحفظ أرضه من التمدد الحوثي، كما سيطرح ملف الخدمات وتحسينها على الطاولة بشكل جدي.