بعد نجاح ملحمة الوطأة.. إرهاب الشرعية يطال انتقالي شبوة
تحاول الشرعية الإخوانية بكافة السبل الانقضاض على النتائج الإيجابية للملحمة الشعبية الجنوبية في منطقة الوطأة في شبوة قبل أيام، وهو ما دفعها لاستهداف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي التي لعبت دورا مؤثرا في توحيد كلمة الجنوب ضد إرهاب مليشياتها الإجرامية، وهو ما أسفر عن تعرض رئيس القيادة المحلية للانتقالي في مديرية ميفعة لهجوم مسلح شنه مجهولين على منزله.
فشلت الشرعية طيلة الفترة الماضية في وقف تحركات الانتقالي الفاعلة بالمحافظة والتي كانت سببًا مباشرا في صد الجرائم الإرهابية التي شنتها بحق المواطنين بأشكال وأساليب مختلفة، بل شكل الانتقالي حائط عازل في وجه محاولات استنزاف أبناء المحافظة في المشكلات المحيطة بهم ولعب دورا مهمًا في تنظيم الحشود الشعبية التي قابلت إجرام الشرعية بكل قوة، إلى جانب دوره المهم في إنجاح لقاء الوطأة الأخير.
وقبل نجاح لقاء الوطأة قاد المجلس الانتقالي الجنوبي تحركات سياسية وميدانية وشعبية لترتيب أوراق مقاومة الاحتلال اليمني وعقد رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة العميد علي الجبواني جملة من اللقاءات مع مكونات عسكرية وشعبية عديدة مهدت للمشاركة الشعبية الواسعة في اللقاء الذي شكل أكبر تهديد تعرضت له الشرعية خلال الفترة الماضية.
توقع مراقبون أن تبحث الشرعية عن أدوات وأساليب للرد على وحدة أبناء المحافظة ضد جرائمها الإرهابية، لكن من دون أن تدخل في مواجهة مباشرة مع الحشود الكبيرة التي تدرك بأنها لن تستطيع مواجهتها، وبالتالي فإنها لجأت تارة إلى إقرار زيادات غير مسبوقة وجنونية في أسعار المحروقات واستمرت في تهريب ملايين براميل النفط، وتحاول استهداف قيادات الانتقالي عبر عناصر مجهولة حتى يسهُل عليها مهمة الهروب من جريمتها.
تتغافل الشرعية عن أن بصماتها تكون حاضرة في الجرائم التي ترتكبها في المحافظة، كما أنها تتغافل أيضًا أن الانتقالي لديه القدرة على مواجهة جرائمها سياسيًا وشعبيًا وعسكريًا أيضًا، وبالتالي فإنها تحاول أن لا تظهر بشكل مباشر في مثل هذه الجرائم الغادرة والتي توظف فيها المليشيات المسلحة وعناصر التنظيمات الإرهابية التي قامت بتدريبها وتوظفها كمرتزقة تحقق أهدافها على الأرض في مقابل أموال تسرقها من قوت أبناء الجنوب الذين يتعرضون لسرقة مقدراتهم.
يشكل الحادث الإرهابي الأخير تطور لا يمكن الوقوف أمامه، إذ أن الشرعية تبعث برسائل مفادها أنها لن تتوقف عن استخدام العنف ليس فقط بحق المواطنين الذين يتعرضون لانتهاكات يومية جراء جرائمها، لكنها أيضًا تنوي استخدام الأسلوب ذاته في مواجهة القيادات المحلية للمجلس الانتقالي، وهو ما يشكل تصعيدا على المستوى السياسي والعسكري.
وشنت عناصر إجرامية مجهولة، اليوم الاثنين، هجومًا مسلحًا على منزل صالح هادي باديان رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة، حيث هاجم المسلحون، بحسب شهود عيان، المنزل الواقع في مدينة عزان بوابل من النيران، خلال تواجد أسرة القيادي الجنوبي في المنزل، مؤكدين فرارهم دون ملاحقة.
واعتقلت مليشيات الشرعية الإخوانية القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي صالح باديان، لأكثر من أسبوع بعد مشاركته في تظاهرات 15 سبتمبر الماضي.
ويرى مراقبون أن الجريمة، تهدف إلى ترويع القيادات الجنوبية المدافعة عن حق الشعب في استعادة دولته، وإدارة شؤون محافظاته، وملاحقة الفاسدين، وإنهاء التحالف الحوثي الإخواني المعادي للجنوب.
ومن جانبها حذرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي في اجتماعها اليوم الاثنين من تصعيد مليشيا الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة، وتآمرها على الإرادة الشعبية بقمعها، وإهدار مخرجات اللقاء الشعبي الحاشد في منطقة الوطأة قبل أسبوع.
ودعت إلى معالجة الأوضاع في الجنوب وفقًا لنصوص اتفاق الرياض، وبنوده بالملفات الاقتصادية والخدمية والمرتبات، وهيكلة المؤسسات المالية على رأسها البنك المركزي، وتفعيل الأجهزة الرقابية.
وشددت هيئة رئاسة المجلس على ترتيب أوضاع السلطات المحلية في محافظات الجنوب، ونقل مليشيات الشرعية الإخوانية المتمركزة في محيط حقول النفط الجنوبية إلى الجبهات بمحافظة مأرب اليمنية لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.