الحوثي يلملم آثار الانهيار العسكري بحملات التجنيد القسري
تعيش المليشيات الحوثية حالة من الانهيار والارتباك، من جرّاء عديد الهزائم والخسائر التي منيت بها خلال الأيام القليلة الماضية.
وبين جهود التحالف العربي الذي كثّف من ضرباته النوعية والدقيقة وجهود القوات الجنوبية بما في ذلك قوات العمالقة الجنوبية في مكافحة الإرهاب الحوثي، يضيق الخناق بشكل مستمر على المليشيات المدعومة من إيران.
خسائر الحوثي صنعت قناعة راسخة لدى المليشيات بأنها لن تستطيع الوقوف أمام هذه الضربات العسكرية، فلجأت إلى حيلتها المعتادة هي التوسع في التجنيد العسكري.
وذهبت المليشيات الحوثية إلى مخاطبة السكان مستخدمة كلمات تدغدغ مشاعر السكان، عبر سلسلة من الأكاذيب التي تروّجها بشكل متواصل لاستقطاب مزيد من الأفراد إلى صفوفها.
وتسعى المليشيات الحوثية لتعويض الخسائر التي منيت بها في الجبهات على مدار الفترات الماضية، علمًا بأنّها دائمًا ما تزج بهؤلاء المدنيين في الصفوف الأولى للجبهات المستعرة لتسهيل اصطيادهم.
ففي هذا الإطار، عقدت قيادات المليشيات الحوثية الإرهابية، سلسلة اجتماعات لتدارس الموقف بعد التقدم الكبير للقوات المشتركة في الساحل الغربي، وسيطرتها على مناطق شاسعة في جنوبي الحديدة وغيرها.
"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنّ قيادات المليشيات الإجرامية كلفت عددًا من قياداتها بالتحرك إلى محافظتي إب وتعز في محاولة للتعبئة والحشد ضد القوات المشتركة ومحاولة لإيقاف تقدمها.
وأوفدت المليشيات القيادي الحوثي المدعو سليم مغلس وزير الخدمة المدنية في حكومة المليشيات الإرهابية غير المعترف بها، ومحافظها السابق في تعز إلى مديريتي شرعب في محاولة للحشد والتعبئة.
كما بعثت بالقيادي الحوثي المدعو عبدالرحمن الجماعي نائب رئيس برلمانها الشكلي، ووزير الإدارة المحلية في حكومتها غير المعترف بها المدعو علي القيسي، ومحافظي المليشيات في إب عبدالواحد صلاح وتعز صلاح بجاش والحديدة محمد عياش قحيم إلى مديريات العدين المجاورة لمديريات شرعب في تعز بهدف التحشيد.
التحركات الحوثية في هذا الصدد تحمل عدة دلالات، أهمها أنّ المليشيات المدعومة من إيران تمهّد لتصعيد عسكري وهو ما يعكس توجهًا حوثيًّا نحو الانتحار بفعل الخسائر الضخمة التي تكبّدتها في الجبهات، وهي خسائر مرشحة للتفاقم بشكل كبير خلال الفترات المقبلة.
في الوقت نفسه، فإنّ كثيرًا من المدنيين تنتظرهم مخاطر القتل الرخيص في الجبهات التي يُحشرون فيها من قِبل المليشيات الحوثية، وهو ما يستدعي تدخلا فوريًّا من قبل المجتمع الدولي لإنقاذ مزيد من المدنيين الذين يواجهون خطرًا مدقعًا غرس الحوثيون بذوره منذ سنوات وهو تجنيد المدنيين قسرًا.