القوات المشتركة وهزائم الحوثيين غير المسبوقة
ثابت حسين صالح
- حرية الرأي ام حرية التحريض على القتل ؟
- إعادة الهيكلة ضرورة أم ترف؟
- من غرائب وعجائب هذه الحرب
- الصراع الخفي لبرامكة الشرعية
كان من الواضح أن خطوة إعادة الانتشار أو التموضع التي نفذتها القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي لها ما بعدها.
فقد استهدفت هذه الخطوة إعادة تمركز جزء كبير من هذه القوات باتجاهات هجوم محتملة.
وهذا ما حدث فعلا بعد أيام قليلة من إعلان تلك الخطوة، حيث انطلقت عمليات نوعية جديدة لقوات العمالقة الجنوبية في جنوبي الحديدة وغربي تعز وإب محرزة تقدما عسكريا متسارعا ومنظما وفق تكتيكات فنون القتال الحديث مما أربك الحوثيين وشتت قواهم وخططهم.
التقدم الذي أحرزته قوات العمالقة الجنوبية باتجاه حيس والجراحي ومقبنة سيغير من معادلة المواجهة مع الحوثيين لصالح القوى المناهضة لهم وفي طليعتها القوات الجنوبية.
لقد اعتاد الحوثيون منذ بداية الحرب وخاصة في الشمال، اعتادوا على الاستيلاء على المحافظات والمديريات الشمالية واجتياح خطوط دفاعات وحدات الجيش الموالي للشرعية الذي سيطر على قرارها العسكري والسياسي حزب الإصلاح (الإخوان) وخاصة منذ بداية عام 2017م.
ولم يواجه الحوثيون مقاومة جادة وهزائم حقيقية إلا على أيدي القوات الجنوبية وفي الساحل الغربي وإلى حد ما في مأرب.
حتى الآن تعتبر القوات المشتركة قد سيطرت على مواقع استراتيجية تشكل مثلث ثلاث محافظات، هي تعز وإب والحديدة وهو انتصار عسكري لها وهزيمة غير مسبوقة للحوثيين في تلك المنطقة تحديدا.
غير أن التوغل أكثر سيتطلب جهدا أكبر من القوات المشتركة لتطهير المناطق من حقول الألغام الحوثية وتأمين هذه المناطق.
كما يتطلب هذا التوغل أن يتحول هذا التحرك إلى مواجهة شاملة مع الحوثيين في بقية الجبهات.
إذ كان ملحوظا ومستغربا أن جبهات شبوة ومأرب ومكيراس ظلت نائمة خلال هذه الفترة مما يعطي للحوثيين فرصة لتجميع وتركيز جهدهم الرئيسي باتجاه صد هجوم ألوية العمالقة ومهاجمة جبهات الضالع وربما كرش وطور الباحة.
أسهم تقدم العمالقة جنوبي الحديدة وغربي تعز وجنوب إب في (تراجع) سير المعارك حول مجمع مدينة مأرب.. وهو الأمر الذي كان يجب أن تستغله وحدات الشرعية في مأرب للقيام بهجمات معاكسة ضد الحوثيين لاستعادة بعض المديريات.
*