من غرائب وعجائب هذه الحرب

من غرائب هذه الحرب أن التحالف العربي يطلب من الجنوبيين تحرير محافظات في الشمال التي تركها بعض أهلها للحوثيين وتوجهوا لخوض الحرب ضد الجنوبيين في شبوة وابين وعدن. فكما هو معروف أن القوات الجنوبية، وبغطاء بحري وجوي من قوات التحالف العربي، نجحت ومنذ بدء المقاومة الجنوبية في طرد جماعة الحوثيين من عدن وأجزاء واسعة من محافظات الجنوب لحج والضالع وشبوة وأبين، وتوقفت تلك القوات في حدود محافظات الشمال: تعز وإب و البيضاء ومأرب، وتقدمت قوات أخرى قادمة من السعودية -جلها من الجنوبيين- تقدمت في شمال اليمن واستعادت السيطرة على أجزاء واسعة من محافظتي مأرب والجوف. ودخلت القوات عن طريق البحر مدعومة بمئات العربات المدرعة والدبابات التي قدمتها السعودية والإمارات العربية المتحدة. ثم أبلت القوات الجنوبية في صد الحوثيين بل وتحرير مناطق شاسعة من الشمال باتجاه تعز والحديدة وإب ومأرب , بل وحاربت هذه القوات حربا شرسة الجماعات الارهابية واستعادة منها ابين والمكلا. مع ذلك ظل التحالف يدفع رواتب واكراميات للمناطق العسكرية في الشمال التي سلمت للحوثيين صنعاء والجوف ومعظم مأرب ومديريات في شبوة, وفي نفس الوقت منع التحالف الرواتب والأغذية عن المناطق العسكرية في الجنوب باستثناء المنطقة العسكرية الاولى-التي كانت وما زالت شمالية وحوثية وإخونجية الهوى والهوية-. الغريب في السياسة أن مكونا أنشأته السلطة "الشرعية" ,خصيصا, لمعارضة الانتقالي, مسمي نفسه الائتلاف الوطني الجنوبي رغم ان مشروعه هو نفس مشروع السلطة وشعاره "بالروح بالدم نفديك يا يمن"...أليس من الأحرى أن يسمى الائتلاف الوطني اليمني؟.والغريب أيضا أن المحاولات مستمرة حتى الآن لخلق مكونات جديدة بمسميات جنوبية كما تم تسمية قنوات فضائية شمالية باسماء جنوبية!!! الأغرب من كل شي أنه منذ توقيع اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019م واعلان الرياض 7 ابريل 2022م ، ظل حديث الإعلام (المحسوب على الشرعية ومنه المتهجم عليها) لا يرى في اتفاق الرياض إلا دمج القوات الجنوبية تحت وزارة الدفاع ، ولا يتحدث عن أي شيء آخر، لا عن تحسين الخدمات، وبالأصح توفيرها بعد أن صارت في حكم المنعدمة، ولا عن منح مرتبات الناس المتوقفة منذ أشهر وسنوات، ولا عن تفعيل أجهزة الدولة المغيبة عمداً، ولا عن دحر القوات الحوثية في الشمال وهزيمتها واستعادة العاصمة صنعاء. "كانت المديريات والمحافظات الشمالية تتساقط بأيدي الحوثيين واحدةً تلو الإخرى، وهذا الإعلام لم يندد بما يجري وحتى لم يتساءل عن أسباب هذه الفضائح العسكرية المتتالية" كما قال زميلنا الدكتور عيدروس النقيب. يراد للقوات الجنوبية أن تذاب داخل قوائم الأسماء الوهمية للجيش الوطني وتفتيتها وتشتيتها وتدمير ما يمكن تدميره من وحداتها، والتصفيات الجسدية لما أمكن من قادتها، وإرسال من يمكن إرساله من الوحدات والأفراد إلى محرقة المهزلة التي يسمونها "الحرب على الحوثيين. بالمختصر المفيد, يبدو وكأن تجار الحروب والسياسة والأزمات , لم تكفيهم سبع سنوات عجاف نهبوا فيها وسرقوا وابتزوا, ليس فقط التحالف وخاصة السعدوية, فحسب ,بل والجنوب شعبا ووطنا وتسببوا في زيادة معاناة بسطاء الناس, ناهيك عن اهدار الدماء وزيادة الآلام والدمار!!!