ارتباك الشرعية في شبوة.. انشقاقات وخيانات وفساد مفضوح

الأحد 5 ديسمبر 2021 23:19:00
ارتباك الشرعية في شبوة.. انشقاقات وخيانات وفساد مفضوح

تواجه الشرعية الإخوانية في شبوة ارتباكا ملحوظا ظهر من خلال الانشقاقات العسكرية التي ظهرت في صفوفها، إلى جانب توالي انكشاف قضايا الفساد التي تورطت فيها عناصر محسوبة عليها داخل السلطة المحلية، ونهاية بالحادث الذي تعرضت له إحدى شواحنها النفطية والتي كانت في طريقها للمليشيات الحوثية، وهو ما جعلها في محاصرة بين أزمات ومشكلات عديدة لا تجد حلولا لها.

يصعب الفصل بين حالة الارتباك الحالية وبين الهبة الجماهيرية الأخيرة لأبناء المحافظة عبر المشاركة الفاعلة في مظاهرات ومسيرات واحتفالات عيد الاستقلال التي رفعت شعار طرد مليشيات الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية المتحالفة معها، أو عبر الاجتماعات والاعتصامات الشعبية التي نظمها أبناء المحافظة قبل أسبوع تقريبًا وفشلت الشرعية في التعامل معها، بل أنها أدركت أنها في مواجهة حصار شعبي يضيق الخناق عليها.

يبرهن اتجاه العناصر العسكرية نحو الانشقاق عن الشرعية الإخوانية عن أن هزيمة مشروعها في الجنوب قد اقتربت وأن القفز من المراكب الغارقة قد بدأ بالفعل، وهو ما ستكون له تبعاته على تماسك المليشيات الموجودة في شبوة، والتي تحاول تصحيح صورتها عبر الإيهام بأنها تمضي في طريق تحرير عدد من المديريات التي سلمتها للمليشيات الحوثية، في حين أن الواقع يشير إلى أنها تسعى لتحصين المليشيات الحوثية بعد أن أدركت بأن أبناء المحافظة نجحوا في تنظيم صفوفهم بصورة جيدة استعدادا لطرد قوى الاحتلال اليمني.

قررت قيادات عسكرية مغادرة صفوف مليشيا الشرعية الإخوانية في شبوة، اليوم الأحد، اعتراضًا على خيانتها وتحالفها مع مليشيا الحوثي الإرهابية، وأعلن ضباط وصف ضباط وجنود الانضمام إلى الحراك الشعبي في شبوة، المطالب بطرد المليشيات الإخوانية، ومحاسبة قياداتها على جرائمها وبطشها وفسادها، وعبروا خلال زيارتهم مقر إقامة الشيخ عوض بن الوزير، عن انحيازهم بشكل كامل مع مطالب أبناء المحافظة، والاصطفاف مع المواطنين ضد قوى صنعاء.

يرى مراقبون أن إقدام مليشيات الشرعية على اختطاف أحد الموظفين الذي كشف فساد سلطة الإخوان الفاسدة يعبر عن ضعف شديد في التعامل مع الموقف، إذ أنها لم تذهب نحو تبرئة نفسها من هذا الفساد أو تقديم مبررات قد تكون مقبولة من جانب البعض، لكنها اتجهت بشكل مباشر إلى استخدام العنف ما برهن على حجم الارتباك الذي تعانيه، وفقدانها القدرة على التحكم في قراراتها التي تفاقم أزماتها ولا تحلها.

بعد قرار إيقافه لفضح نهب الإخوان لمخصصات مكتب الصحة في شبوة، اعتقلت مليشيات الشرعية الإخوانية، مساء اليوم الأحد، منسق التغذية جلال حسين سريع، من فندق في مدينة عتق، وذلك بعد أن نشر وثائق تثبت استيلاء مدير مكتب الصحة الإخواني في المحافظة، على 35 مليون ريال، مخصصة للمشاركين في برنامج المسح التغذوي في شبوة، واقتاده مسلحو المليشيات الإخوانية، سريع، من محل سكنه، إلى جهة مجهولة، دون مسوغ قانوني.

يذهب هؤلاء للتأكيد أن حالة الارتباك تطال أيضًا تحالفها مع المليشيات الحوثية بعد أن تعرضت العناصر المدعومة من إيران لضربات متتالية في صنعاء ومأرب والساحل الغربي، وهو ما بعثر خطط التقدم في المحافظات الجنوبية التي توقفت وأن ذلك بشكل تكتيكي أو مؤقت، لكن الشرعية شعرت بالخطر في حال تخلت عنها المليشيات الحوثية، وفي تلك الحالة ستخرج من الحرب من دون مكاسب تذكر بعد أن سلمتها محافظات الشمال وفشلت في التمدد جنوبًا.

وشهدت منطقة السلف في مديرية مرخة بمحافظة شبوة، اليوم السبت، انقلاب شاحنة نقل ثقيل محملة بالنفط المهرب إلى مناطق الحوثي، تحركت القاطرة من ميناء قنا الخاضع لمليشيا الشرعية الإخوانية، بحسب مصادر مطلعة، بكمية كبيرة من المحروقات إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، قبل وقوع الحادث.

واندفع المواطنون إلى موقع الحادث بغية تعبئة المحروقات، في ظل شح شديد للمواد البترولية في المحافظة، رغم خطورة الوضع واحتمال وقوع انفجار، وتهرب السلطة الإخوانية بقيادة المحافظ المدعو محمد بن عديو، المحروقات إلى مناطق مليشيا الحوثي، بينما ترفع أسعارها أسبوعيا في شبوة.