صفعات جنوبية على وجه الاحتلال اليمني
رأي المشهد العربي
توالت الضربات والصفعات التي تلقتها قوى الاحتلال اليمني خلال الأيام الماضية، بدءًا من النجاحات الدبلوماسية للمجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الدولي، لطرح قضية الجنوب في مفاوضات الحل الشامل، مرورًا بالحراك الشعبي والهبة الجماهيرية في مواجهة السلطة الإخوانية بمحافظة شبوة، التي دفعت عددا من العسكريين إلى مغادرة معسكر مليشيا الشرعية الإخوانية، وصولًا إلى فك شفرة الهجمات الإرهابية على العاصمة عدن بعد جهود حثيثة للأجهزة الأمنية الجنوبية.
هناك جملة من الوقائع التي تبرهن على اهتزاز أركان قوى الاحتلال اليمني والأطراف الإقليمية الداعمة لها، ومن نتيجتها ظهور قدر كبير من الارتباك في أداء الشرعية خلال الأيام الماضية، إذ أنها توجهت إلى قطر طلبًا لدعم إضافي عبر تعيين سفير إخواني لدى نظام الحمدين، وحينما وجدت أن خطوتها مفضوحة وأثارت غضبًا في دوائر عربية عديدة طالبت التحالف العربي بدعم الاقتصاد، بينما تتحمل وحدها المسؤولية عن تدمير الاقتصاد.
ارتباك الشرعية لم يقتصر على ذلك فحسب بل أنها تعاني حالة من التفتت الداخلي انعكست على تصريحات قيادات محسوبة عليها، بصيغة عدائية تجاه التحالف العربي، بشكل علني، في موقف كشف هشاشة موقف الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، وفقدانه السيطرة على مجريات الأمور في الدائرة السياسية القريبة منه.
الأمر ذاته يحدث لمليشيات الحوثي الإرهابية، والتي تلقت صفعات قوية سواء من التحالف العربي الذي حقق اختراقًا نوعيًا مهمًا بوصوله إلى منصات إطلاق الصواريخ وورش تجميع الطائرات المسيرة واستهدافه ثكنات عسكرية ظنت المليشيات الإرهابية أنها منيعة وسرية ولا يمكن الوصول إليها، أو من خلال الأجهزة الأمنية الجنوبية التي كشفت بالدلائل والأسماء مشاركتها في الإرهاب الذي استهدف العاصمة عدن خلال الأشهر الماضية، في برهان على الصلة المتينة بين مثلث المليشيا المدعومة من إيران والعناصر الإرهابية والشرعية الإخوانية.
بالتزامن، بعثت النجاحات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع وكذلك تأمين منافذ التسلل الحوثي إلى لحج وأبين ونهاية بالانتصارات التي حققتها ألوية العمالقة الجنوبية في الساحل الغربي رسائل قوية مفادها أن الجنوب سيظل عصيًا على إيران وأذرعها الإرهابية.
وتعد الضربة الأقوى التي وجهها المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الاحتلال اليمني في نجاح خطواته الدبلوماسية الفاعلة وتوالي اللقاءات والمشاورات بين قيادات المجلس وعلى رأسهم الرئيس عيدروس الزُبيدي وبين الدبلوماسيين الغربيين والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، وهي لقاءات ركزت على دعم قضية الجنوب ومواجهة إرهاب الشمال والوصول إلى سلام شامل، وبالتالي فإن الضغوط الحالية أصبحت موجهة إلى قوى الاحتلال اليمني التي يجري التعامل معها باعتبارها طرفًا معرقلا للسلام والاستقرار.