التمويل الحوثي للإرهاب الإخواني.. أشرارٌ يتكالبون على الجنوب
تكشف التحقيقات الجارية حول العمليات الإرهابية التي هزّت عدن في الأيام الماضية، عن حجم التخادم الحوثي الإخواني في ضرب عاصمة الجنوب.
العاصمة عدن تمثّل هدفًا على رأس الأجندة الإخوانية والحوثية، باعتبار أنّ إسقاطها يمثل في نظرهم ضربة قاسمة لمسار القضية الجنوبية، ومن ثم يحاول هذان الفصيلان المتحالفان إثقال كاهل العاصمة بالإرهاب.
يتقاسم الحوثيون والإخوان الأدوار في ضرب عدن بالإرهاب، فالمليشيات المدعومة من إيران مسؤولة عن التمويل، بينما مليشيا الشرعية تتولى تنفيذ هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين والعسكريين على حد سواء.
يُفهم هذا التوزيع للأدوار في السياق العسكري والسياسي، فالمليشيات الحوثية هزمت في العاصمة عدن منذ سنوات على يد القوات المسلحة الجنوبية، مدعومة من التحالف العربي وتحديدًا القوات المسلحة الإماراتية، ومنذ ذلك الحين يحاول الحوثيون بشتى الطرق محاولة إيجاد مدخل نحو العاصمة عدن.
ولم يجد الحوثيون أسهل من التنسيق مع الحليف الإخواني في محاولة لضرب أمن واستقرار العاصمة عبر العمليات الإرهابية، كخطوة أولى في مسار ضرب القضية الجنوبية بشكل كامل، وهنا يتم استغلال عناصر إرهابية تابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية تنفّذ هذه العمليات.
أحد صور التمويل الحوثي اعترف به المتهم بتسهيل التحويلات المالية لشبكة إرهابية المدعو علي عبدالسلام محسن الحربي، المدير التنفيذي لصرافة الخالدي، الذي أدلى باعترافات تفصيلية عن مصادر تمويل شبكة إخوانية حوثية إرهابية في العاصمة عدن.
بحسب الاعترافات، تم فتح حساب باسم القيادي الإرهابي المدعو صالح وديع زعيم عصابة إرهابية متورطة بجرائم إرهابية وتفجيرات في العاصمة عدن، وكانت تصله التحويلات من تعز وصنعاء، معقلي تنظيم الإخوان الإرهابي ومليشيا الحوثي.
وأوضح الحربي أن الإرهابي المدعو وديع، فتح حساب لدى شركة الصرافة، في مارس 2021، باسم أنوار عادل السيد، بتفويض لإدارته، وقد أودع 19 مليون ريال و15 ألف ريال سعودي، و900 دولار.
ولفت إلى استلامه تحويلات متعددة، آخرها كان بقيمة 17 مليونا و945 ألف ريال، و103 آلاف و500 ريال سعودي، و370 دولار أمريكي.
التمويل الحوثي للإرهاب الإخواني يعكس حجم التقارب بين هذين الفصيلين، وهو أمرٌ لطالما حذّر منه المجلس الانتقالي الذي نبّه في كثير المناسبات من خطورة التخادم بينهما، باعتبار ذلك يمثّل خطورة كبيرة سواء على مسار الحرب من جانب كما يُغرق الجنوب بخطر الإرهاب المستشري.
تخادم الحوثيين والشرعية يأتي في إطار أنّ الجنوب هو عدوهما المشترك، وهذا راجع إلى أكثر من سبب، فمن جانب يحاول كل منهما الانقضاض على ثروات الجنوب والسطو عليها واحتلال أراضيه للحيلولة دون تمكين شعبه من استعادة دولته.
ويمثّل الإجهاز على القضية الجنوبية هدفًا حوثيًّا إخوانيًّا، بعدها يكون من السهل على الحوثيين والإخوان التوافق فيما بينهما، بمعنى سيطرة الحوثيين على الشمال والإخوان على الجنوب، فيما لا تشغل الشرعية بالًا باستعادة مناطقها من قبضة الحوثيين.
هذا التكالب الحوثي الإخواني على الجنوب يفرض ضرورة التأهّب على كل الأصعدة، سواء أمنيًّا أو سياسيًّا أو حتى شعبيًّا من أجل مواجهة المخاطر التي تُحيط بالجنوب من كل الأصعدة، باعتبار أن المخاطر التي تحيط بالجنوب وقضيته وهي وجودية بشكل كبير.