شهادات ميلاد استيطانية تمهّد لاحتلال شمالي طويل الأمد في الجنوب

الخميس 9 ديسمبر 2021 17:51:00
"شهادات ميلاد استيطانية" تمهّد لاحتلال شمالي طويل الأمد في الجنوب

وضعت الشرعية الإخوانية، الهوية الجنوبية كأحد أهم الأعمال العدائية التي سعت لضرب الجنوب بها على مدار الفترات الماضية، ضمن مساعيها لعرقلة تحرك الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.

ومثّل احتلال الجنوب عبر العناصر التي يتم الزج بها بشعار "النزوح" الزائف، سلاحًا أشهرته الشرعية الإخوانية، ضمن مخطط استيطاني بحت يستهدف النيل من الهوية الجنوبية بشكل كامل.

وفي الأيام الماضية، لجأت الشرعية الإخوانية إلى توظيف مكاتب منظمات دولية في محاولة توطين النازحين في الجنوب عبر استصدار شهادات ميلاد لهذه العناصر، وقد حدث ذلك في لحج وأبين وصولًا إلى العاصمة عدن.

وأطلقت قيادات إخوانية حملة تحت اسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" لإصدار شهادات ميلاد لأبناء النازحين اليمنيين من سن عام إلى 13 عامًا في مديرية البريقة بالعاصمة عدن.

وخلال ثلاثة أيام، أصدرت الحملة خلال ثلاثة أيام أكثر من خمسة آلاف شهادة، بينما تواصل نشاطها لستة أيام أخرى، قبل الانتقال إلى مديرية جديدة.

المخطط نفسه حدث في محافظة لحج، حيث قال رمزي الشعيبي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في لحج، اليوم الخميس، إنّه تم تكليف لجنة للنزول إلى مديرية الحوطة للتأكد من عملية استقطاع شهادات الميلاد المدعومة من قبل منظمة اليونسف وبالتنسيق مع السلطة المحلية ومصلحة الأحوال المدينة والسجل المدني.

وأضاف الشعيبي في بيان اطلع عليه "المشهد العربي": "خلصنا إلى وثائق تؤكد أن عملية استقطاع الشهادات تستهدف النازحين بدرجة أساسية بناءً على تأكيدات ورسائل من عقال الحارات وكذا صور بطاقة أحد النازحين من محافظة حجة الشمالية".

وأوضح رئيس انتقالي لحج، أنه تم على الفور توقيف عملية صرف الشهادات وإبلاغ الجهات المعنية والأمنية وتوجيههم باستدعاء عقال الحارات والتحقيق معهم.

وحذّر الشعيبي من خطورة هذا العمل، وقال إنه يهدف إلى توطين النازحين وتغيير ديمقرافي لطبيعة السكان في الجنوب.

وكثيرًا من حذّر المجلس الانتقالي من خطر إغراق الجنوب بالعناصر الشمالية، ضمن عمليات استيطان تُروّج لها الشرعية بأنها نزوح إنساني لكن الأمر غير كذلك، بالنظر إلى أنّ العناصر التي تغرق الجنوب على هذا النحو هي في الأساس قادمة من مناطق مستقرة أمنيًّا.

كما أن توافد العناصر الشمالية إلى الجنوب مدعاها هجرة اقتصادية باعتبار أن هذه العناصر تأتي من منطلق استثماري بحت، ما ينزع الغطاء عن المبدأ الإنساني الذي تسعى الشرعية للإيهام به.

ضرب الجنوب استيطانيًّا يعبِّر عن مساعٍ إخوانية واضحة بإغراق بأكبر قدر ممكن من العناصر الشمالية في محاولة لضرب هوية الجنوب من جانب، مع توظيف هذه العناصر في خدمة الشرعية سواء سياسيًّا أو أمنيًّا.

يشير ذلك إلى أن الشرعية تخطط لوجود طويل الأمد في الجنوب، وهو ما ينسجم في الأساس بطريقة تعاطيها أو بالأحرى حجم تقاربها وتخادمها مع المليشيات الحوثية، فسياساتها تقوم على إفساح المجال أمام الحوثيين لاستمرار السيطرة على اليمن (الشمال) فيما يغرس الإخوان بذور احتلالهم للجنوب.