شرارة الثورة الجنوبية على الاحتلال اليمني

الأحد 12 ديسمبر 2021 18:01:00
شرارة الثورة الجنوبية على الاحتلال اليمني

رأي المشهد العربي

تحمل الانتفاضة التي تشهدها محافظة حضرموت ضد سلطة الشرعية الإخوانية رسائل عديدة قد تتخطى في أهميتها التأكيد على حماية مقدرات الجنوب والوقوف أمام سرقة موارد المحافظة النفطية، لتؤشر على أن الهبة الشعبية الجنوبية ستلاحق قوى الاحتلال اليمني في أي مكان قد تفكر في احتلاله والبقاء فيه طويلا، وأن شرارات الغضب قادرة على أن تنتقل بسرعة فائقة من محافظة إلى أخرى حتى وإن جرى ذلك من دون ترتيب.

في هذه المرة خرج الحراك الشعبي في حضرموت مطالبًا بأحقية شعب الجنوب في موارده ورافعًا شعار التخلص من فساد الشرعية واحتلالها، وقبلها بأيام كانت شبوة شاهدة على حراك شعبي آخر طالب بطرد سلطة الإخوان ووقف ممارساتها الإرهابية الساعية لتمكين المليشيات الحوثية من السيطرة على المحافظة وكشفت حجم الانتهاكات والحروب التي تمارسهم بحق الأبرياء، وهو أمر تكرر من قبل في لحج وأبين.

تظل هناك جملة من الرسائل القوية التي يوجهها الجنوب إلى الاحتلال اليمني وراء تلك الهبات الشعبية مفادها أن أبناء الجنوب لن يكلوا من مقاومته بكافة السبل والأدوات، وأنهم قادرين باستمرار على الخروج إلى الشارع وحصار سلطة الإخوان بالرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وفي ظل الحروب التي يتعرضون لها، وأن يقظة الجنوب ستظل حاضرة لحين تحرير كافة التراب الجنوبي واستعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.

لعل من أبرز الرسائل التي تصل بقوة إلى الشرعية الإخوانية أن هناك وعي جنوبي وإدراك من المواطنين بطبيعة المؤامرات التي تحاك ضدهم، ويدرك الاحتلال اليمني بأن هذا الوعي سيقف حائلا أمام مساعي فرض أمر واقع جديد سواء كان ذلك عبر حملات التوطين والنزوح السياسي أو من خلال السيطرة على المقدرات النفطية وتوجيهها إلى الشمال، وسيظل هناك رفض شعبي متصاعد لتلك الممارسات مدعوما بتحركات سياسية ودبلوماسية وعسكرية يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي.

تبرهن الهبات الجنوبية المتتالية على أن سلطة قوى صنعاء أضحت في مرمى نيران الغضب الشعبي وأن استمرار المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية والاعتصامات بمثابة يقين شعبي بضرورة مواجهة الاحتلال اليمني وطرد مليشيات الشرعية الإخوانية وحليفها الحوثي المدعوم من إيران، وأن الاستمرار على هذه الوتيرة سيؤدي لا محالة لانهيار قوى الاحتلال الإرهابية.

يمكن القول بأن الحراك الشعبي الجنوبي يوجه رسائل تحذيرية قوية للقوى المحتلة، وأن تلك الرسائل تصل بقوة إلى الأطراف المعادية التي تحاول بين الحين والآخر البحث عن أساليب عدائية جديدة ضد الجنوب لتحصين سلطتها الغاشمة في حين أن الجرائم التي ترتكبها لا تزيد الجنوب إلا قوة وإصرارا على هزيمتها.

أضحت القوى اليمنية بكافة تشكيلاتها أمام مقاومة جنوبية متكاملة الأركان تتوزع ما بين الانتفاضات الشعبية المتتالية والتحركات العسكرية التي تؤمن المناطق الاستراتيجية الجنوبية وتقف حائلا أمام فرض حالة الإرهاب والفوضى في الجنوب، ونهاية بالسياسات التي ينتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي وقادت إلى هزيمة قوى الاحتلال سياسيًا على الأرض.