إيران تواجه عثرات الاتفاق النووي بتصعيد الإرهاب الحوثي
توالت الضغوطات الغربية على إيران لدفعها نحو طرح مقترحات جادة على طاولة الحوار، بهدف معاودة الالتزام بالاتفاق النووي الموقع في العام 2015، وسط توقعات بأن تكون المباحثات المتوقع استئنافها في العاصمة النمساوية فيينا هي الفرصة الأخيرة لطهران، وهو ما دفع الأخيرة لتحريك مليشياتها الإرهابية في اليمن لتصعيد جرائمها بحق المدنيين في مناطق متفرقة.
وتوالى التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية منذ تعليق المباحثات الأخيرة مع إيران قبل نهاية الأسبوع الماضي، ومن ذلك الحين أطلقت المليشيات عددا من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية باتجاه المملكة العربية السعودية، وكذلك باتجاه مناطق يقطنها المدنيين في مأرب، في إشارة إلى أنها ستلجأ إلى توظيف مليشياتها لتهديد الأمن والسلم الدوليين في حال جرى فرض عقوبات جديدة عليها.
دمرت الدفاعات السعودية مساء اليوم الاثنين، صاروخًا بالستيًا أطلقته مليشيا الحوثي الإرهابية، تجاه مدينة خميس مشيط في السعودية، ولوح التحالف العربي بتكبيد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تكلفة باهظة جراء استهدافها المدنيين، وتوعَد باتخاذ إجراءات حازمة لتحييد تهديد المليشيا المدعومة من إيران وفقا للقانون الدولي الإنساني.
وتتمسك إيران بأن تستمر في أنشطة تخصيب اليورانيوم بالنسب المحددة في الاتفاق السابق في حين أنها لم تلتزم به وأضحت تشكل تهديدا مباشرا لجيرانها وقوى إقليمية أخرى، كما أنها ترفض أن يطال الاتفاق تحييد قدراتها التصنيعية للصواريخ البالستية التي تستخدمها ضد المملكة العربية السعودية وضد الأبرياء في دول عربية أخرى تتواجد فيها مليشياتها.
في حين حذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إيران من أنها أمام "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى توافق بشأن أزمة ملفها النووي، وقالت "هذه هي الفرصة الأخيرة أمام إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع قرارات جدية بالالتزام بشروط الاتفاق النووي، هذه هي الفرصة الأخيرة، ومن الضروري أن يستغلوها، لن نسمح بأن تمتلك إيران سلاحا نوويا".
ولم تجد إيران سبيلا من التعامل مع هذه الضغوطات سوى باستخدام المليشيات الحوثية التي تعد أحد أبرز أذرعها الإرهابية التي طالما استخدمتها للتعامل مع ضغوطات المجتمع الدولي، إلى جانب تسعى للرد على العقوبات التي طالت عناصرها من جانب الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن من يدفع ثمن هذا كله الأبرياء الذين يعانون ويلات الحرب الحوثية المستمرة للعام السابع على التوالي.
ويذهب متابعون للتأكيد على أن توظيف إيران للمليشيات الحوثية في التوتر الحاصل بينها وبين الدول الغربية يبرهن على أن الطريق الأكثر فاعلية للضغط عليها يتمثل في تحييد مليشياتها وتوجيه ضربات قاسمة إليهم سواء من خلال المجهود العسكري المباشر أو عبر استخدام سلاح العقوبات شريطة أن يكون لها تأثير على مستوى قطع أوجه التواصل بين طهران والحوثي، وأن الوقت الحالي قد يكون بحاجة ماسة لإعادة تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية.
ويؤكد هؤلاء على أن المبعوث الأممي هانز جروندبرج سيكون عليه أيضًا تسريع وتيرة تعامله مع الإرهاب الحوثي والضغط على إيران وعناصرها الإرهابية بما يدفع للجلوس على طاولة المفاوضات وقطع الارتباط الحاصل حاليًا بين أزمات طهران مع المجتمع الدولي وبين ما يتعرض له الأبرياء جراء الإرهاب الحوثي.