حشود تريم تحتضن الهبة الحضرمية.. ما رسائلها للشرعية؟
زادت الهبة الشعبية في محافظة حضرموت ضد الشرعية، بحراك جديد يهز الأرض تحت أقدام المعسكر الإخواني الذي راهن على النفس الطويل في محاولة لدفع المواطنين للعزوف عن الهبة القائمة.
وبدأ الحراك عبر انتشار مكثف للنقاط الشعبية لمنع تهريب ثروات حضرموت، فيما عرف إعلاميا بالهبة الحضرمية الثانية، وذلك بعدما تدهورت الظروف المعيشية إلى مستويات غير مسبوقة.
هبّة حضرموت لا تقتصر على النقاط الشعبية التي تقف في طريق تهريب نفط المحافظة للخارج، لكنّ حشودًا ضخمة تجمعت في الشوارع وذلك في مواجهة إرهاب الشرعية المسعور والذي تخطّى كل الحدود.
واحتشدت جماهير مدينة تريم في محافظة حضرموت، للمطالبة بمحاسبة الشرعية الإخوانية على فسادها وإرهابها، في ظل تصعيد شعبي ضد جرائم الشرعية ومليشياتها الإخوانية بالمحافظة.
وندد المحتجون خلال فعالية حاشدة استجابة للانتفاضة في ربوع حضرموت، بانتزاع حقوقهم المنهوبة، معبرين عن تأييدهم الهبة الحضرمية ودعمها، حتى القضاء على فساد الشرعية ورد الحقوق لأبناء حضرموت.
هذا الاحتشاد حمل رسالة تأكيد واضحة من قِبل مواطني حضرموت مفادها عدم التراجع عن مواجهة إرهاب الشرعية، بما يعبّر عن إصرار كامل لحماية ثروات المحافظة من السطو الإخواني عليها.
مشاهد الاحتشاد الضخم في تريم تُترجم سياسيًّا بأنّ الجنوبيين على موعد مع الدخول في مواجهة أوسع نطاقًا مع الشرعية الإخوانية، التي بدى وأنها فضّلت التريث لحين انصراف المواطنين عن هذه الهبة من خلال تجاهل مطالبهم.
في الوقت نفسه، حاولت الشرعية توجيه رسائل تهديد سواء بتحركات أمنية مريبة أو ضغط سياسي وإعلامي لتشويه هذا الحراك وإخراجه عن مساره، غير أنّ الحشود الضخمة التي تجمعت في تريم كانت الرد الأكثر بلاغًا وتعبيرًا عن أنّ الجنوب لن تتراجع في هذه المواجهة غير المباشرة.
كما أن إشهار الشرعية الإخوانية لسلاح قمع المواطنين سيحمل تبعات سلبية عليها، لا سيّما على الصعيد السياسي، كما أن تزج بنفسها في أتون مواجهة عسكرية غير محمودة العواقب، استنادًا إلى تجارب سابقة كان للجنوب كلمة الحسم ورفع شعار النصر فيها، خلال مواجهات مع عناصر الشرعية الإخوانية.
تخوف الشرعية تشكّل من قناعة باتت راسخة لدى تنظيم الإخوان بأن هبة حضرموت هي عبارة عن حراك شعبي متكامل، وهي الرسالة الأكثر أهمية التي بعثت بها حشود تريم، على نحو ضيّق الخناق كثيرًا على الشرعية الإخوانية.
هذه التطورات المتسارعة جعلت من حضرموت صانعة تحول تاريخي شديد الأهمية، بما يمثّل بداية المواجهة الحقيقية والمتكاملة لثروات الجنوب التي تعرضت للاستنزاف على مدار الفترات الماضية.