سرقة الذهب الأسود.. هبّة حضرموت تفتح الملف الأسود للاحتلال اليمني

الأربعاء 22 ديسمبر 2021 11:30:23
 سرقة الذهب الأسود.. هبّة حضرموت تفتح الملف الأسود للاحتلال اليمني

فتحت الهبّة الحضرمية الثانية، التي يتصاعد زخمها يومًا بعد يوم، الباب أمام حتمية إنقاذ نفط الجنوب الذي مثّل عرضة للاستهداف الإخواني على مدار السنوات الماضية، كأحد دوافع الشرعية لمحاربة الجنوب.

هبّة حضرموت حقّقت الإنجاز الأكبر حتى الآن، وهو كشف هوامير الفساد في معسكر الشرعية الإخواني، وتحديدًا القيادات النافذة في الرئاسة اليمنية التي حُوِّلت إلى حساباتها عوائد النفط الجنوبي على مدار السنوات الماضية، مقابل إفقار متعمد للمواطنين الجنوبيين.

يملك الجنوب ثروة نفطية ضخمة، حدّدتها إحصاءات صادرة عن خبراء بأنّها تصل إلى 17 تريليون قدم مكعب من الغاز وثلاثة مليارات برميل من النفط الخام، وذلك في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.

أحد القيادات البارزة التي تسطو على نفط الجنوب، هو التاجر المتهم بالفساد أحمد العيسي الذي عُيِّن مديرًا لمكتب الرئيس للشؤون الاقتصاديّة في عام 2020، ليجد لنفسه فرصة مواتية للتوسع في أعمال النهب والسطو واسعة النطاق في نهب نفط الجنوب، إذ يدير شبكات تهريب واسعة للنفط ويبرم الكثير من الصفقات مع المليشيات الحوثية.

وسبق أن أظهرت وثائق عديدة عمليات التهريب المستمرة إلى محطات الوقود وشركة النفط في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين من قِبل العيسي الذي لم ينجح في نفي هذا الاتهام عن نفسه.

ويقول خبراء إنّ إجمالي قيمة النفط المنهوب من حقول النفط في حضرموت وشبوة وحدهما منذ اجتياح الجنوب في 1994، وصلت إلى 400 مليار دولار، علمًا بأنّ الرقم الفعلي قد يكون أكثر من ذلك بكثير بالنظر إلى عمليات النهب والتهريب التي تتم في الخفاء.

ورسّخ الاحتلال الشمالي عمليات استنزاف ثروات الجنوب النفطية عبر إبرام تعاقدات غير قانونية مع شركات نفط عالمية، للانقضاض على هذه الثروة النفطية والتصرف فيما كيفما شاءت الشرعية الإخوانية.

وفيما مثّل نهب نفط الجنوب عنوانًا متواصلًا لحرب طويلة الأمد يشنها الاحتلال الشمالي ضد الجنوب، فإنّ هبّة حضرموت تمثّل نقطة جنوبية فارقة في إطار العمل على حماية ثروات الجنوب وأن يتم توظيفها في إطار خدمة مصالح الجنوبيين وتلبية احتياجاتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.

ويُجمع خبراء أنّ الإنجاز الكبير الذي تحقّقه هذه الهبّة الشعبية سيكون حماية نفط حضرموت من السطو الإخواني عليه، لا سيّما بعد الإصرار على المضي قدمًا في تثبيت النقاط الشعبية التي تعرقل مسارات التهريب عبر القاطرات التابعة للإخوان.

وفيما يحمل هذا الإنجاز أهمية كبيرة وبالتالي فمن المحتمل أن تعمل الشرعية على تفادي أن يحققه الجنوبيون عبر إشهار القمع تجاه المواطنين، وهو ما حذّرت منه القيادة الجنوبية.

فهذا الأسبوع، حذّرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطات الاحتلال الإخوانية اليمنية من مغبة التمادي في الاعتداء على أبناء المحافظة خلال تصعيدهم المشروع لمحاربة الفساد ووقف استنزاف مواردها وثرواتها.

وعبر لهجة حاسمة، حذّرت هيئة الانتقالي من أنّ أي اعتداء على أبطال الهبة الحضرمية، سيواجه بتصعيد كامل ليشمل كل محافظات الجنوب.

كما طالبت هيئة الانتقالي بسرعة نقل القوات العسكرية اليمنية في المديريات التي تزداد تصلبا وقمعا واستفزازا للمواطنين وصرامة ووحشية لمواصلةَ حماية فساد القيادات العسكرية والسياسية الإخوانية بالشرعية اليمنية واستمرارها بنهب ثروات المحافظة، وتوجيهها إلى الجبهات لمواجهة الأطماع الحوثية الفارسية.