هبَّات الجنوب.. شعار المرحلة

الخميس 23 ديسمبر 2021 18:00:00
"هبَّات الجنوب".. شعار المرحلة

رأي المشهد العربي

أصبحت "الهبّة الشعبية" شعارًا حيويًّا للمرحلة الحالية التي يُنظر إليها بأنها مفصلية في عمر القضية الجنوبية، المحاطة بكم كبير من التحديات لكن وقودها شعب صامد وواعٍ.

اختار الجنوبيون الميادين والشوارع لتكون جسورًا نحو تحرير وطنهم من براثن الاحتلال اليمني، فحضرموت الصامدة التي تشعل هبّتها منذ أسابيع دفاعًا عن أمنها وحقوقها وثرواتها وقبل كل ذلك عن قضيتها ووطنها، أصبحت أيقونة للنضال الذي انتقل إلى محافظة شبوة.

مواطنو شبوة الغاضبون من قبضة الإخوان الغاشمة، تتصاعد وتيرة سخطهم من الاحتلال اليمني، وبدا أن نموذج حضرموت بات مُلهمًا لهم حيث بدأ الحديث عن هبّة جنوبية في شبوة، تحمي نفط المحافظة من جرائم النهب التي ترتكبها مليشيا الشرعية هناك، تمامًا كما يحدث في حضرموت.

اعتماد الجنوبيين على "الهبَّات" شعارًا لهذه المرحلة، هو بمثابة تغير نوعي في مسار القضية الجنوبية، ولعل الرسالة الأهم في خضم هذا التطور هو أن الجنوبيين عازمون على تحقيق المزيد من المكاسب لقضيتهم العادلة، وغير مستعدين للتنازل عمّا تحقّق من مكاسب على مدار الفترات الماضية.

كما أنّ الاحتلال اليمني للجنوب بات أمرًا يثير غضبًا شعبيًّا جارفًا ولم يعد هناك أي قدرة لتحمله بأي حال من الأحوال، وهو ما دعا المواطنين إلى التمسك بالحراك الشعبي كوقود محرك للانتفاضة العامة دفاعًا عن مسار القضية العادلة.

سياسيًّا، يعوِّل الجنوبيون على قياداتهم السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي لتحويل هذا الزخم الشعبي الذي يمضي في مسار تصاعدي واضح، إلى مكاسب سياسية تخدم القضية الجنوبية، وذلك من خلال تشكيل حراك سياسي ودبلوماسي قوي يُعبر خير تعبير عن مطالب الجنوبيين ويضعها على طاولة المباحثات.