التآمر والغباء افشل نقل الاتصالات الى عدن !

اثبتت الاحداث، ان هناك قوى ضمن الشرعية تعمل لصالح الحوثي، وموضوع استعادة الاتصالات الى عدن خير شاهد، حيث منعت هذه القوى وبكل قوة استعادة مؤسسة الاتصالات الى عدن وعزل المحافظات المحررة عن صنعاء، في تخادم واضح مع الحوثي وتنسيق معه. بداية العام 2016 كنت في زيارة الى مقر الاتصالات الرئيسي في مدينة المعلا، برفقة مدير إتصالات عدن وعدد من الموظفين في المؤسسة، وخلال الزيارة اطلعوني عن التجهيزات التي تم استحداثها بهدف نقل بوابة الاتصالات والانترنت الى عدن، ووقتها اندهشت من حجم التجهيزات وسرعتها، حيث اخبروني عن استعدادهم لتحويل الاتصالات بما فيها الصفر الدولي الى عدن، وانهم يملكون منظومة اتصالات دولية افضل مما هو في صنعاء بعشرات المرات، وانهم ينتظرون الاذن من قيادة الشرعية فقط. استبشرت خيراً وقتها، وقلت اخيراً بيتم حصار الحوثي مادياً ووقف تجسسه على القيادات العسكرية والمدنية واحباط استهدافهم من خلال الجوالات. مرت الأيام وللأسف حدث العكس، مؤسسة الاتصالات في صنعاء زادت قوة، وتمكنت من ادخال خدمة 4G وكذلك الانترنت عبر الالياف الضوئية، وحسنت خدماتها في مناطق سيطرتها بشكل كبير للغاية، وفي المحافظات المحررة تراجع بشكل كبير، حتى مشروع عدن نت الذي كان بالإمكان ان يكون بوابة للانترنت في اليمن تعمدوا افشاله وظلت الخدمة محدودة في عدن فقط ولم تتوسع الى خارجها، وهي في تراجع مستمر وتحولت الى سوق سوداء. هذا التراجع جاء بعد إقالة خالد بحاح، الذي كان احد مشاريعه نقل الاتصالات الى عدن، وبعد اللقاء الذي جمع نائب الرئيس علي محسن الأحمر بوزير الاتصالات وقتها لطفي باشريف ، وبالنسبة لي علقت على هذا اللقاء في وقته وقلت ان هذا اللقاء بمثابة نكسة للاتصالات في عدن، وهو ما حدث بالفعل، منذ ذلك اللقاء والاتصالات في عدن تتراجع لصالح صنعاء. البنية التحتية جاهزة في عدن منذ العام 2015 بما فيها الصفر الدولي وكبائن الاتصال الدولي، وكيبل الانترنت. إذاً لماذا المماطلة حتى في تشغيل شركة اتصالات GSM مع العلم ان الاتصالات اهم مورد يعطي الحوثي قوة واستمرارية في الحرب، وايضاً شكل عامل استنزاف إضافي للمواطنين في المحافظات المحررة الذين يدفعون قيمة الباقات والاشتراكات مضاعفة. لا يوجد في دولة في العالم تدخل معركة والاتصالات بيد عدوك ! يحدث هذا فقط في ظل إدارة علي محسن الأحمر، المتعمد بقاء الاتصالات بيد الحوثي، وأولاد هادي الاغبياء الذين تهمهم مصلحتهم فقط. واليوم وبعد كل الاحداث المتسارعة والخيانات والفوضى في الشرعية، آن الاوان ان تكون عدن عاصمة الاتصالات والانترنت والمزيد من الانتطار يعني المزيد من القوة لصالح الحوثي واستمرار نزيف خصومه. اصلاح الاتصالات يجب ان يكون على رأس أولويات التحالف العربي في ظل المستجدات الحالية واجبار الحكومة على المضي في هذه الإصلاحات قبل أي دعم، لأن الاتصالات هي العمود الفقري للأقتصاد والسياسة والحرب.