اعتذار نصف الشرعية

كان لصبر التحالف على ابتزاز الاخونج في الشمال مايبرره ، اذ ان استمرار الدعم رغم الخذلان في الجبهات اهون على التحالف من موالاة الاخونج للحوثي في سنوات الحرب الاولى ، فهم على الاقل ان لم يحاربوا يبقوا على الحياد لان دعم قبائل الشمال هو من التزامات السعودية منذ نشأتها وبالتالي لم يكن امرا جديدا هذا الابتزاز في تاريخ العلاقة بين البلدين.

فإذا كان قد نجح الاخونج هناك فقد فشل الدنابيع في الجنوب عندما حاولوا خذلان التحالف بدافع الابتزاز لكن التحالف يدرك ان المعركة في الجنوب هي معركة أخرى لاشان لها بالانقلاب ولا بالشرعية ولا حتى بالوحدة ، ولهذا لايهم ان وقف الدنابيع في منتصف الطريق او حتى انضموا للحوثي لان الجنوبيون يخوضون حربهم بمعية التحالف الذي وان حافظ على بقاء الشرعية من حيث الشكل الا انه عمليا يعلم حجمهم وتأثيرهم على سير المعارك وحسمها في الجنوب !!.

ونتيجة لهذا الخطأ او سوء التقدير من قبل الشرعية وفشل ابتزازها للتحالف تخلت عن مهامها وتنصلت من مسؤولياتها تجاه المناطق المحررة في محاولة يائسة لاستثارة الشارع الجنوبي ضد التحالف لمزيد من الضغط والابتزاز لكن شيء من هذا لم يحدث رغم استعانتها بآلة الاخونج الاعلامية ومطابخها وجيش المفسبكين العصملي.

كان للتحالف اهداف محددة كما للمقاومة الجنوبية اهداف محددة ايضا ولهذا لم تتزعزع الثقة ولم تتأثر العلاقة بينهما رغم ماتمارسه الشرعية من سادية ووحشية وتأثير ذلك سلبا على المواطن الجنوبي وانتهاكا لادميته وامتهانا لكرامته وما الهجمة الاعلامية الشرسة وحملات التعبئة والتحريض على الفتنة الا دليل على حالة (الصمرقع) المتقدمة التي اصابتهم بعدما فشلت كل محاولات الابتزاز على نحو مهين .

ادركت الشرعية بعد هذه السنوات ان مايصلح للشمال لن يتكرر في الجنوب لاسباب موضوعية وذاتية وان ماعجز عنه عفاش وحوافيشه لن تفلح فيه شرعية انتهت عمليا لولا وقفة المقاومة الجنوبية والتحالف العربي وهي بهذا تستمد نبضها من انتصارات الجنوبيين في الشمال والجنوب وتتكي عليها وانه بدونها تكون هذه الشرعية منتهية لعدم نصرة اهدافها جنوبا وخذلانها بالابتزاز شمالا ، وكما حيّد الاخونج واعطوا ماسألوا من دعم ، تُرك نصف الشرعية الآخر يستنفذ كل طاقاته في الجنوب حتى دنت ساعة الحسم في الحديدة وعندها انخفضت نبرة الصوت واعتذر علنا من احرق اعلام وصور دول وقادة التحالف وتنصل وزير الداخلية عن اقواله في احدى المقابلات التلفزيونية بحجة انها قديمة وانها استغلت بخبث للاساءة (للعلاقة مع الاشقاء) واتهم الاخونج بالوقوف خلف هذه التسريبات!.

واليوم تبرأ مسؤل آخر مقرب من نجل الرئيس من عدد من الصفحات الصفراء في وسائل التواصل والاسماء المحرضة ضد التحالف ووصف الامارات بدولة احتلال وبالتأكيد يقرأ هذا الموقف الايجابي من نجل الرئيس او من صرح عنه بانه اعتذار للتحالف يشبه الاعتذارات العلنية السابقة تماما وان بشكل مبطن خصوصا انها تزامت مع زيارة الرئيس هادي لدولة الامارات يوم امس وهكذا يلقي نصف الشرعية باللوم على نصف الشرعية الاخر ان لم نقل تخلى عنه !.