اختطاف موظفي الإغاثة يفتح التاريخ السري القطري في محاربة الجنوب
أظهرت تطورات واقعة اختطاف موظفي إغاثة دوليين في محافظة أبين من قبل عناصر "القاعدة"، حجم الترابط بين دولة قطر والتنظيم الإرهابي الذي يرجع السبب الرئيسي لظهوره هو حزب الإصلاح.
الحديث عن معلومات خطيرة تناقلها ناشطون من محافظة أبين، مفادها أنّ تنظيم القاعدة طالب بوساطة دولة قطر من أجل الإفراج عن الموظفين الذين مرَّ شهر على جريمة اختطافهم أثناء تواجدهم بالمحافظة.
المعلومات تقول إنّ لجنة الوساطة القبلية والمحلية فشلت خلال لقاءات عديدة مع عناصر التنظيم في إنجاح اتفاق للإفراج عن 5 موظفين أممين، فيما طلبت عناصر التنظيم الإرهابي إشراك وساطة قطرية للتفاوض وإنجاح الاتفاق.
إصرار عناصر القاعدة على إشراك قطر في الأمر يوثق حجم التقارب بين التنظيم والدوحة، التي تعتبر الراعية الأولى لحزب الإصلاح الإخواني الذي تحتل مليشياته محافظة أبين، وهذا يعني بوضوح أن هناك شبكة مترابطة من الفصائل الإرهابية التي ترعاها قطر في إطار أجندة إرهابية مشبوهة تستهدف الجنوب على صعيد واسع.
بعيدًا عن جريمة الاختطاف التي قوبلت بإدانة واسعة، فإنّ الأمر يحمل أبعادًا أشد خطورة، تتعلق تحديدًا بحجم المخطط الإخواني المشبوه الذي يقوم على إغراق الجنوب بالعناصر الإرهابية إن كانوا من المليشيات الإخوانية أو تنظيم القاعدة، إذ كونوا جميعهم حلقات مترابطة في صناعة الإرهاب بشكل مرعب.
عداء قطر للجنوب ليس بالأمر الجديد، لكنه يعود إلى سنوات طويلة، ترجع إلى عام 1994 متى شنَّ الاحتلال اليمني حربه المشؤومة على الجنوب، إذ خرجت قطر عن السرب العربي الذي كان رافضًا لهذه الحرب وأيّدته من منطلق طائفي عدائي ضد الجنوب، وتُذكر هنا واقعة أن قطر لم توقع على بيان خليجي آنذاك معارض للحرب.
لم يقتصر الأمر على ذلك لكن قطر عملت على تمويل تلك الحرب الآثمة على الجنوب، عندما مولت عملية انتقال عناصر القاعدة من قِبل تنظيم الإخوان لمحاربة الجنوبيين وممارسة أبشع صنوف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ومن قطر أيضًا ظهر شيوخ الفتنة وهم يحرضون على سفك دماء الجنوبيين.
العداء القطري للجنوب يحمل أيضًا بعدًا اقتصاديًّا، فثروة الغاز الطبيعي التي يملكها الجنوب مثلًا جعتله منافسًا قادرًا على سحق قطر في هذا المجال، إذ كشفت إحصاءات صدرت في وقت سابق، أن الجنوب يملك احتياطي غاز يصل إلى 70 تريليون قدم مكعب، يمكنه أن يُحصِّل إيرادات سنوية تفوق 31 مليار دولار.
هذا الأمر دفع قطر - تلك الدولة الصغيرة جغرافيًّا - لاستهداف الجنوب بشكل متواصل، ومحاولة تمكين المليشيات الإخوانية من احتلال أراضيه بأي طريقة وبأي ثمن.
صغر حجم قطر وعدد سكانها جعلها تجند مليشيات إرهابية تابعة لها تحركها وفقًا لأجندتها وقد استهدفت الجنوب بهذا السلاح، عبر محاولة إغراقه بالعناصر الإرهابية، وهو ما يفسر مثلًا سبب إصرار مليشيا الإخوان على البقاء في مناطق الجنوب الغنية بالنفط.
لا ينفصل عن ذلك أيضًا المشاريع السياسية المشبوهة التي يروج لها حزب الإصلاح والتي تقوم على ما تسمى الأقاليم الست بواقع أربعة في الشمال واثنين في الجنوب، ووفق لهذا المخطط الذي يرغب حزب الإصلاح لترسيخه فإن أحد هذين الإقليمين يضم شبوة والمهرة وحضرموت، والتي هي للمفارقة غنية بالنفط، ومن هنا تنكشف اللعبة.