محسن الأحمر وسياسة التريث.. لماذا تحول العجوز إلى نائب لـ شؤون التعزية؟
يُعرَف عن كل مسؤول بما تسمى الشرعية بأن له اختصاصًا، بات على الأرجح لا يجيد غيره، فإذا كان المدعو معمر الإرياني ملقبًا بـ"الوزير التويتري" كونه يكاد لا ينهض من التغريد على موقع التدوين المصغر، فإن وظيفة العجوز المدعو علي محسن الأحمر باتت على ما يبدو التعزية.
من خلال تصفح الإعلام الرسمي لما تسمى الشرعية بما في ذلك الوكالة الرسمية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، يمكن رصد أن محسن الأحمر لا يفعل شيئًا دون تقديم واجب العزاء، رغم حساسية منصبه كونها نائبًا للمؤقت عبد ربه منصور هادي، بيد أنه منشغل بأجندة أخرى.
محسن الأحمر يجري بشكل يومي مكالمات ويكتب برقيات يتعلق فحواها كلية بتقديم واجب العزاء، وهو الدور المعلن الذي يقوم به وينقله عنه الإعلام الرسمي لما تسمى بالشرعية أو ينقله عنه الإعلام الإخواني الممول من قطر ويبث أغلبه من مدينة إسطنبول التركية التي تشكل حاضنة سياسية لعناصر تنظيم الإخوان.
هذا الظهور البروتوكولي يمثّل محاولة من الأحمر لإثبات أنه لا يزال حاضرًا على الساحة،ومن ثم محاولة فرض نفسه لفترة جديدة، بعدما كان يهيئ نفسه بأنه سيكون خليفة للغائب عن المشهد عبد ربه منصور هادي، بينما وجد نفسه محاطًا بالكثير من التسريبات التي تتحدث عن إزاحته قريبًا من هيكل ما تسمى بالشرعية.
إذا كان الدور الظاهري لمحسن الأحمر يعد غير مؤثر، إلا أنّ الدور الخفي الذي يلعبه يظل أشد خطورة سواء على الجنوب أو التحالف العربي، باعتبار أنّ هذا الرجل يملك علاقات قوية مع الحوثيين وله استثمارات في مناطق سيطرة المليشيات بل وتؤمنها أيضًا، كما أنه يعتبر مؤسس جناح تنظيم القاعدة في اليمن، ومن ثم يُنظر إليه بأنه رأس الأفعى.
وبالتالي، فمن المرجح أنّ محسن الأحمر يحاول التريث في تحركاته المعلنة انتظارًا لسيناريو الفترة المقبلة وما ستسفر عنه من تطورات، لا سيّما في ظل تسريبات - لم يتسنَ لـ"المشهد العربي" التأكّد من دقتها - تتحدث عن أنّ مؤتمر تعقده السعودية في عاصمتها الرياض يهدف لتصحيح المسار بما في ذلك إعادة هيكلة ما تسمى بالشرعية، ما يعني إزاحة تبدو مُرجَّحة وبقوة للإرهابي محسن الأحمر.
وإذا ما صحّت تلك التسريبات، فإنّ ذلك ما يفسر تريث محسن الأحمر لتبيان ما ستسفر عنه الأمور، وإن كان قد بدأت تحركات فعلية تحسبًا للسيناريو الذي قد يسفر عن إزاحته، وتمثّل ذلك في الانخراط في تشكيل أذرع عسكرية تابعة لما تسمى بالشرعية في مناطق مختلفة مثل مأرب وتحديدًا حضرموت، تمهيدًا لتفجير الأوضاع إذا ما وجد حزب الإصلاح خطرًا على نفوذه على الساحة.