مشاورات المبعوث الأممي.. نجاح مشروط بحجم الالتزام وحضور مرتقب للمجلس الانتقالي
أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، الجمعة، الأسبوع الأول من المشاورات الثنائية مع مختلف أطراف الأزمة، وسط آمال عديدة من أن يكون ذلك باكورة الدفع نحو الحل السياسي الشامل، وسط إعلان عن مشاركة مقبلة للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحادثات خلال جولتها الثانية.
جروندبرج أصدر بيانًا قال فيه إن المباحثات ناقشت أفكارا حول إطار العمل، بما في ذلك عملية متعددة المسارات تهدف إلى رسم مسار نحو تسوية سياسية مستدامة للنزاع.
الجولة الثانية من المباحثات تتضمن اجتماعات مع المجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة جنوبية مهمة أظهرت حجم حضور الجنوب على الأرض واعتباره جزءًا رئيسيًّا من المسار السياسي، في إقرار دولي بأهمية المجلس الانتقالي على الطاولة.
ومن المؤكد أن اجتماع قيادات المجلس الانتقالي مع المبعوث الأممي ستتناول قضية الجنوب ومن ثم حق الشعب في استعادة دولته، ومن ثم سيكون نصرًا جنوبيًّا كبيرًا عندما يتم إدراج قضيته العادلة في مسار الحل السياسي الشامل.
المبعوث الأممي صرّح بأن الهدف من المشاورات هو جمع الأفكار والآراء والاقتراحات، بطريقة صادقة وصريحة، حول الأولويات العاجلة طويلة الأمد للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، وشدد على أهمية الانخراط بمشاورات مع مجموعات يمنية متعددة حتى يكون الإطار مسترشداً بأصوات مختلفة.
وتطرقت المناقشات إلى إثارة مجموعة من القضايا فيما يتعلق بجدول أعمال وأوليات المسارات الثلاثة، والمبادئ الموجهة للعملية السياسية، وقضايا متعلقة بتصميم العملية، وسلطوا الضوء على الحاجة إلى وقف إطلاق النار وضرورة العودة إلى المفاوضات بشكل عاجل واستئناف عملية السلام.
النقاط الرئيسية التي أثيرت خلال الأسبوع الأول من النقاشات أيضًا، تمثّلت في الحاجة إلى معالجة المعاناة والتحديات المشتركة التي تواجه الجميع، بما فيه ذلك الوضع الإنساني والظروف المعيشية الصعبة للمدنيين في جميع أنحاء البلاد والحاجة إلى التعامل مع الاقتصاد المتصدع.
المشاورات السياسية التي يجريها المبعوث الأممي تهدف جميعها إلى محاولة إيجاد مسار لحل سياسي شامل، وهذا الأمر مرتبط بشكل كبير بمدى الالتزام بأي مسار سياسي يتم التوافق عليه.
اللافت في هذا الإطار أن جهود المبعوث الأممي تلقى ترحيبًا من قِبل دول كبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وغيرها من الدول التي أبدت ترحيبًا بالمشاورات وما يمكن أن تؤول إليه من نجاحات سياسية في وضع حد للحرب وما خلّفته من أعباء إنسانية.
الجانب الأهم في هذا الإطار، هو حضور الجنوب على طاولة المفاوضات، ومن ثم فإنّ حلحلة سياسية مرتقبة ومنتظرة ستشهدها قضية استعادة الدولة، ويرتبط ذلك بأن المجلس الانتقالي أعلن في أكثر من مناسبة، أن هدفه الاستراتيجي هو استعادة الدولة، وهذا الأمر يترجم من خلال المناقشات التي ينخرط فيها الجنوب والتي تتضمن تأكيدًا على حق الجنوبيين في استعادة دولتهم.