الحفل الفني للسفارة اليمنية.. سطو على تراث حضرموت يحمل طابعًا سياسيًّا
ضمن الحفل الموسيقي الذي أثار موجة غضب عارمة مما تسمى بالشرعية وإنفاقها مبلغًا خياليًّا وصل إلى خمسة ملايين دولار، كان لافتًا محاولة من قِبلها للسطو على هوية حضرموت.
فتنظيم الحفل تم بالاشتراك مع ما تسمى بمؤسسة حضرموت للثقافة، وقد تم العمل على طرح أعمال ثقافية حضرمية مع محاولة نسبها للهوية اليمنية.
ضاعف هذا الأمر من حجم الغضب مما مارسته ما تسمى بالشرعية كونها لم تكتف بتنظيم حدث لا قيمة له على الصعيد المادي باعتبار أنه تزامن مع أعباء ضخمة يعاني منها السكان، لكنّها سعت كذلك للسطو على الهوية الحضرمية ومحاولة نهب ثقافتها.
عكست هذه الواقعة دلالة واضحة بأن حضرموت حاضرة دائمة في الاستهداف الذي يمارسه نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي ضد الجنوب، ويرتبط ذلك في الغالب بأنها تستهدف السطو على ثروات حضرموت النفطية واستغلال موقعها الجغرافي، وهي أهمية تدفع ما تسمى بالشرعية لضرب المحافظة بكل الطرق الممكنة.
بنظرة عامة أكبر، يتضح أن ما تسمى بالشرعية تشن حربًا شاملة على الجنوب، إذ لا تقتصر مثلًا بشن عمليات إرهابية أو ضربها سياسيًّا لكنها تعمل في الوقت نفسه على الانقضاض على تراثها الثقافي في رسالة مبطنة تحمل طابعًا سياسيًّا وآخر يتعلق بتهديد مباشر بتفاقم ذلك الاستهداف.
يتضح ذلك من خلال تفاعل عناصر حزب الإصلاح الإخواني مع الحدث، إذ لوحظ تركيزهم على الانقضاض على تراث حضرموت وثقافتها ومحاولة إلصاقه باليمن، في إطار مساعي ما تسمى بالشرعية لتثبيت حضور واسع النطاق وبمختلف الطرق الممكنة في حضرموت.
لكن ما تسمى بالشرعية وقعت في الغالب فيما يمكن اعتباره "شر أعمالها"، عندما أظهرت نقلها للتراث الحضرمي بشكل يعج بالتشويه، سواء في طريقة الأداء أو المشاهد التي تم للشخصيات في هذا الجانب بحسب تقييمات منتقدون للحفل.
ولم يكن الشاغل الأول لما تسمى بالشرعية في هذا الجانب هو نقل صورة فنية وتراثية صحيحة، لكنها برهنت على أنها تبعث بتلك الرسالة السياسية لتظهر أمام المجتمع الدولي بموقف يصطنع الوحدة المشؤومة، في محاولة للتغطية على حجم النفور واسع النطاق من ممارسات ما تسمى بالشرعية في الجنوب.